بوابة الصحراء

الأغواط

الأغواط

ولاية الأغواط هي الولاية الثالثة في التنظيم الإداري الجزائري، تنتمي إلى الشريط السهبي الذي يطل على جبال الأطلس الصحراوي، تبعد عن العاصمة بـ 400 كلم، تعتبر الولاية أحد أبواب الصحراء الجزائرية الشاسعة. تقع على ضفة أحد كبريات الأودية التي تتوغل بالصحراء وهو وادي مزي الذي تغذية ينابيع جبل العمور. يحدها شمالا ولاية تيارت ،غربا ولاية البيض، جنوبا ولاية غرداية وشرقا ولاية الجلفة.

التسمية

حسب العلامة ابن خلدون فان أصل التسمية تعود إلى أحد القبائل البربرية ” بني الأغواط ” والتي كانت تقطن المنطقة ، المنحدرة من قبيلة مغراوة أحد فروع القبيلة البربرية ” زناتة ” . كما ورد في قوله: ” و قبيلة لقواط موجودة في نواحي البيض و يقال لهم كسال ” . بينما يرجع الكاتب الفرنسي ” جون ميليا ” Gean Melia في كتابه ” الأغواط و المنازل المحاطة بالبساتين “(Laghouat et les maisons en tourees de gardins ) سنة 1923 بأن الأغواط أخذت اسمها من موقعها المخضر حيث أن ” غوطة ” هي المكان المنبسط الكثير الاخضرار و المياه. وهناك من يقول أن اسم الأغواط ذو أصل بربري أمازيغي، واصله ” غوغتى ” أو ” رورتي ” الذي يعني حقول أشجار الفواكه، وفعلا الولاية موجود بها مساحة معتبرة من حقول المشمش ، الخوخ ، البرتقال ، الكروم، والأشجار المثمرة موجودة حتى في أفنية المنازل. و بالرجوع إلى اللهجة البربرية حسب ” دوران دو لاكر ” D. Dourane ضابط فرنسي اهتم بتاريخ المدينة أثناء احتلالها فإن معنى الكلمة هو جبل في شكل منشار ، و هو موجود بالفعل شمال غرب المدينة وهو كاف الأحمر ” كاف أمقران “.

التاريخ

جاء في تاريخ ابن خلدون أن بني الأغواط هم فرع قبيلة مغراوة التي هي بطن من بطون زناتة البربرية ومما أورده أبن خلدون قوله ” و أما لقواط هم فخذ من معزاوة أيضا ، فهم في نواحي الصحراء ما بين الزاب وجبل راشد و لهم هنالك قصر مشهور بهم فيه فريق من أعقابهم على سغب من العيش لتوغله في الفقر ، و هم مشهورين بالامتناع من العرب و بينهم وبين الدوس أقصى عمل الزاب مرحلتان ، وتختلف قصورهم إليه لتحصيل المرافق منه ، و الله يخلق ما يشاء ويختار …. “، وقبيلة زناتة قبيلة بربرية أمازيغية أصلها من القبيلة الأم ” لواتا ” وهي من أكبر القبائل البربرية حضارة وعمرانا ، وتعتبر ثاني القبائل القوية بالمغرب العربي بعد صنهاجة و تليها كتامة، وهي منتشرة في نواحي تلمسان و ريغه و الأغواط و بسكرة، وكان مواطنها الأول المغرب الأقصى و الصحراء المحيطة من الجنوب. تتداول الأغواط حاليا كثيرا من المصطلحات والأسماء الأمازيغية، كجبل تيزي قرارين ، و تاونزة ، تلغيمت، ومن أسماء التمور المعروفة بالمنطقة كتادالة، تيزاوت، تيمجهورت. ويرجع تاريخ إنشاء المدينة إلى بداية القرن11 ميلادي حسب ابن خلدون بعد غزو الهلاليين سنة 1045 التاريخ الذي شهدت فيه المنطقة نزوح قبائل عربية كثيرة كبني هلال و بني سليم الذين قدموا من الجزيرة العربية و من الدولة الفاطمية بمصر، و كذلك الذواودة. تذكر الروايات الشعبية عن سكان الأغواط القدامى بأنهم كانوا منقسمين إلى فئتن، تسمى الأولى أولاد سرغين ويقيمون في غربي القصر وتسمى الثانية الأحلاف ويقيمون في شرقه، وعرف الطرفين نزاعات كثيرة على مر التاريخ، ولحل نزاعاتهما كانا يعينان مجلسا لتسيير شؤون المدينة برئاسة شيخ مرة من الأحلاف ومرة من أولاد سرغين، وحظيت شخصية الشيخ الصالح سي الحاج عيسى سنة 1698 م بإجماع الفئتين وتمكن من جمع الشمل. تذكر الروايات التاريخية أن الأغواط القديمة كانت تتكون من مجموعة قصور وأحياء أهمها، قصر بن بوطة بومندالة، نجال، سيدي ميمون، بدلة، قصبة بن فتوح، إلا أن آثارها غير معلومة لدينا الآن

معالم وآثار

الآثار القديمة

حظيرة الحصباية

تقع بواد الحصباية من الجهة الجنوبية لبلدية سيدي مخلوف، تبعد عن مقر البلدية بـ 10 كلم، وعن عاصمة الولاية بحوالي 40 كلم. أهم محطة للرسومات الحجرية على مستوى الأطلس الصحراوي متكونة من أربع لوحات صخرية ، بها نقوش صخرية لحيوانات مختلفة نذكر منها: الفيلة، النعامة، الغزال، الأسود، وحيد القرن يرجع تاريخها ما بين 7000 إلى 10000 سنة ق.م . تم اكتشاف هذه المحطة لأول مرة من طرف عسكريين أثناء عملية الاحتلال الصحراء الجزائرية سنة 1900 م، ثم أعيد اكتشافها للمرة الثانية خلال 1964 /1965 م.

حظيرة الرمايلية

الحظيرة مصنفة عالميا ضمن المعالم الأثرية بها مجموعتان من نقوش حيوانات، اسود، غزال، زرافة، وفيلة. كما تحوي الحظيرة على حجارة متراكمة تشكل رأس أرانب و سكنات ما قبل التاريخ ، ومعالم جنائزية. يرجع تاريخ الحظيرة ما بين 7000 الى 10000 سنة قبل الميلاد، تقع الحظيرة بواد الرمايلية على بعد 06 كلم شمال غربي بلدية سيدي مخلوف، تم اكتشافها رسميا سنة 1974 م من طرف الآنسة دامور “damour ” مستوطنة بمدينة الجلفة و اخضعتها لدراسة أثرية تاريخية.

حظيرة عين سفيسيفة

تحوي على رسوم حجرية تقع على بعد 20 كلم شمال بلدية الغيشة ، بها جداريه يبلغ طولها 2.50 متر و عرضها 1.90 متر ، منقوش عليها أنثى فيل تحمي صغيرها من حيوان مفترس يشبه الفهد يرجع تاريخها إلى 7000 سنة ق.م ، تم اكتشافها سنة 1898 م.، و تم تصنيفها كمعلم اثري سياحي بموجب المرسوم رقم 06/03/1913 م.

توجد خمس مواقع أخرى للرسومات الحجرية في كل من حجرة الناقة، حزك الترك، الحمارة وعين آنفوس بوادي الغيشة وقد صنفت كمعالم سياحية سنة 1913 م.

 القصر القديم أو زقاق الحجاج

يمتاز نسيجه العمراني بشارع رئيسي تتفرع عنه أزقة وممرات تتميز بالتوائها وتعرجها، المنازل متراصة في بعضها البعض وتتكون من طابقين. يجمع القصر عدة معالم أثرية كالكنيسة القديمة و مسجد الدراويش وقلعة المراقبة احد آثار الاستعمار الفرنسي. يقع زقاق الحجاج وسط مدينة الأغواط يحده شمالا شارع الشهداء ومن الجنوب حي الضلعة (شارع باستور) أما من جهة الشرق كاف تيزي قرارين ومن الغرب حي الصفاح.

الكنيسة القديمة

هي كنسية الآباء البيض ويعرفها سكان المدينة بجامع النصارى شيدت في جوان 1899 م، وأقام فيها أول قديس عام 1900 م وكانت تقام فيها الشعائر المسيحية حتى الاستقلال، حيث حولت الى مكتبة البلدية ثم متحف بلدي لولاية الأغواط.

المساجد

المسجد الكبير هو أقدم المساجد في ولاية الأغواط ويعرف بالجامع الكبير لأنه أكبر جامع بالمدينة، ويسمى بجامع الصومعة كذلك وهو أول جامع بالمدينة تقام له صومعة أي منارة، أما تسمية بالصفاح نسبة للصخرة الكبيرة التي شيَد عليها، شيد في شهر مارس 1874 م.

شخصيات المدينة

من الشخصيات التاريخية البارزة في ولاية الأغواط، الشيخ أبو بكر الحاج عيسى الأغواطي الذي شغل منصب أمين عام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكذلك الشيخ أحمد قصيبة أحد الناشطين البارزين في الكشافة الإسلامية الجزائرية، وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

 

صور قديمة للمدينة

 مراجع

وكيبيديا الموسوعة الحرة

موقع  MBC 3

منتديات الجلفة

موقع المعرفة