عروسة الأوراس

باتنة

باتنة

ولاية باتنة إحدى ولايات الشرق الجزائري، تأسست الولاية سنة 1969 م بعدما تم فصلها عن ولايتي خنشلة و بسكرة، وكانت فيما مضى ضمن ولاية الأوراس التاريخية التي تأسست سنة 1957م. تبعد عن الجزائر العاصمة بـ 439 كم، يحدها من الشرق ولاية خنشلة وولاية أم البواقي، ومن الشمال الغربي ولاية سطيف، من الغرب ولاية مسيلة، من الشمال الشرقي ولاية أم البواقي ومن الجنوب بسكرة.

التسمية

لم أجد ولا مرجع يتحدث عن سبب هذه التسمية

التاريخ

ما قبل التاريخ

تواجد الإنسان في منطقة باتنة في عصور ما قبل التاريخ، وعرف الإنسان الأول الذي عمر المنطقة بـ “العاتري”، أما القفصيون أو ما يعرف بالإنسان العاقل sapiens homo فاستقروا بها حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، كما استقر بها في هذه المرحلة البربر ” النوميديين ” ومن أهم قبائلهم موسولامي و كرومي Kroumis et Musulames، كما استقر بها أيضا قبائل الجيتول و جرامنت garamante نسبة إلى جرمة التي ما تزال إلى اليوم تحمل هذه التسمية، خلال القرن الثالث قبل الميلاد توحد البربر ضمن مماليك، وكانت باتنة تابعة لمملكة ماسيل بقيادة ماسينيسا، وعرفت بنشاطها الفلاحي خاصة منها إنتاج زيت الزيتون و الحبوب. تعايش سكان باتنة مع الفينيقيين وتعاملوا معهم في المجال التجاري وتأثروا بثقافتهم ولغتهم، وتعلموا عنهم تقنيات الفلاحة والصناعية كإنتاج الزيوت والخمور والصناعة النحاسية وفنون العمارة.

العهد الروماني

في القرن الأول الميلادي حاول الرومان بقيادة لوسيوس كورنيليوس باليوس Lucius Cornélius Ballus، احتلال منطقة جرامنت جرمة حاليا لكنه لاقى مقاومة عنيفة بقيادة تاكفاريناس 17-24 ق م، لكنهم وبعد وفاة ماسينيسا بسطوا نفوذهم على المنطقة التي شهدت خلافات حادة بين قبائلها، و قاموا بإنشاء عدة طرق ومسالك حربية وحصون دفاعية لصد هجمات الثوار النوميديين، وشيدوا سورا ضخما يعرف بـ “الليمس” الروماني بأمر من الإمبراطور تراجان وقد شيدته الفرقة الثالثة الشهيرة أغيسطا La troisième Légion August. في القرن الثاني الميلادي و في عهد الإمبراطورين الرومانيين تراجان وهادريان اتسعت حدود الإمبراطورية الرومانية، وتم تشييد سور ثان لدعم الأول من طرف الفيلق السادس فراطا Ferrata و قد اجتاز الأوراس من شمالها إلى جنوبها مع تشييد طريق تيغانيمين وكالسيوس هوكولس Calcius Herculis القنطرة حاليا، تلاهما خط ثالث انطلق من تبسة وصولا إلى بسكرة لينقسم بعد ذلك إلى فرعين احدهما يمر بالقنطرة وباتنة لينتهي في معسكر لمبازيس حيث كانت ترابط الفرقة الرومانية الثالثة التي كانت تتولى حراسة باتنة، والتي كانت تقيم بحصن لمبازيس وكانت تحوي على عدة ضيعات في عدة مناطق من باتنة كان يمتلكها جنود رومانيون مسرحون من الخدمة، كالسهول التي تحيط بحصن لامبازيس من الشمال والشمال الغربي، في ديانا ” زانة حاليا ” و مروانة و لامبيريدي وكذلك كازا CASAE ” المعذر ” حاليا. حتى أصبحت في فترات لاحقة فقد ضلت باتنة من أهم النقاط التي تمر بها القوافل التجارية القادمة من قسنطينة والمتجهة نحو أعماق إفريقيا. خلال هذه الفترة نشبت العديد من المقاومات بقيادة البربر بين سنتي 144م و 152 م تعززت بظهور الدوناتية Donatisme بتحريض من دونات Donat أسقف نوميديا، تطورت إلى معارضة للرومان بالأوراس وكذا كل نوميديا خلال القرن الخامس ميلادي، مما أدى إلى تكثيف الثورات و التمرد لغاية اضمحلال السلطة الرومانية بالمنطقة.

العهد الوندالي

حالة اللا استقرار التي شهدتها المنطقة مع الرومان شجع الوندال بقيادة جنسيريك على اجتياح الممتلكات الرومانية مرورا بمضيق جبل طارق سنة 435 م، فاحتلوا المدن الرومانية ثم احتلوا قرطاج واستقروا بها، لكن بقت بعض مناطق الأوراس محايدة تتمتع بنوع من الاستقلال تحت زعامة ماستيس Masties والذي اتخذ من أريس عاصمة و أورثياس Orthias المتعاون معه فيما حكم ايبداس الأوراس الشرقية، وساعد في ذلك وعورة التضاريس التي كانت عبارة عن حصون طبيعية ضد الوندال، ساهمت في انطلاق ثورات اندلعت خلال سنة 477 م ودامت إلى غاية 484 م أدت إلى تحرير المنطقة.

العهد البيزنطي

حوالي 535 م قاد سالومون البيزنطي Salomon حملة ضد منطقة الأوراس لكن ايبداس عمد الى إغراق جيش سالمون بعد فتح حواجز سد مائي بخنشلة ليهزمه دون معركة. سنة 539 م شن سالمون حملة ثانية وتمكن من التغلب على ايبداس ، استقر بعدها البيزنطيون إثرها في المناطق الاستراتيجية للأوراس ومراكز المراقبة بالليمس فيما بقيت مناطق أخرى مستقلة لكنها تدفع الضرائب للبيزنطيين، وظلت المنطقة تحت الحكم البيزنطي إلى غاية 647 م.

الفتوحات الإسلامية

شهدت باتنة الفتح الإسلامي خلال القرن السابع ميلادي بقيادة عقبة بن نافع الفهري، واجه الزعيم البربري كسيلة و ديهيا ملكة الأوراس حملات المسلمين، أين هزم كسيلة وأسر غير أنه تمكن من الفرار ليعيد تنظيم جيشه من جديد’ ليعاود عقبة حملته ضد كسيلة أين قسم جيشه إلى قسمين، غير أن كسيلة استدرج الفاتحين نحو منطقة تهودة جنوب الأوراس حيث عسكر الجيش البربري، وهنا استشهد عقبة بن نافع وعدد كبير من جنوده وأسر الباقي. بعدها قاد حسان بن النعمان حملة أخرى نحو الأوراس، التي كانت تحت إمارة الكاهنة، لكن الكاهنة انتصرت في أول مواجهة وظلت حاكمة للأوراس خمس سنوات كاملة، لكن حسان أعاد تنظيم جيشه وقاد حملة أخرى ضد الكاهنة وانتصر عليها. واعتنق أهل المنطقة الإسلام بعدما تعرفوا على نبل مبادئه وسماحته، كما عرفت المنطقة كل الأحداث التي شهدتها الخلافة الإسلامية.

العهد العثماني

في العهد العثماني حاول الأتراك بسط نفوذهم على الشرق الجزائري وإخضاع منطقة الأوراس لسلطتهم إلا أنهم فشلوا في ذلك رغم العدد الكبير من الهجمات على المنطقة، مما دفعهم الى انتهاج سياسة التحالفات مع بعض القبائل الأوراسية ومنحها بعض الامتيازات الهامة وبذلك تمكن الأتراك من تحويل هذه القبائل إلى ما يعرف بقبائل المخزن التي كان يشرف شيوخها على جمع الضرائب و التي أصبحت فيما بعد قوة حربية هامة كقبيلة الزمول التي تولت حراسة الممرات الجبلية بداية من عين مليلة إلى غاية القنطرة مرورا بباتنة وكلمة الزمول مأخوذة من لفظ الزمالة والذي هو في أصله كلمة أو لفظ أمازيغي يعني معسكر. لكن العلاقة توترت بين قبائل المنطقة لتعسفها في فرض الضرائب على المنطقة، مما أدى الى نشوب ثورات محلية، وكانت الأمور تتأرجح من وقت الى آخر ما بين التوتر والاستقرار الى حين مجيئ الاستعمار الفرنسي.

الحقبة الاستعمارية

بعد سقوط قسنطينة في قبضة الاحتلال الفرنسي، حاول الاستعمار الفرنسي التوغل في منطقة الأوراس، لكنه لاقى مقاومة عنيفة من قبل سكان المنطقة، وكانت أول مقاومة بقيادة الشيخ عبد الحفيظ. سنة 1849 م اتحدت مقاومة الأوراس مع الشيخ بوزيان قائد ثورة الزعاطشة وتمكنوا بمنطقة الوادي الأبيض من قتل قائد الجيش الفرنسي غير أن المستعمر أحكم قبضته على المنطقة مما أدى الى انسحاب المقاومة التي لم تتوقف ولم تستسلم بل ظهرت مقاومات شعبية ومعارك كثيرة، كمقاومة السي صادق بن الحاج، معركة مستاوة، معركة توابة، انتفاضة لحاليحة بقيادة محمد أمزيان، مقاومة بن زلماط مسعود وصالح بومصران. في الفاتح نوفمبر 1954 عينت باتنة الولاية الأولى التي عرفت بولاية الأوراس بقيادة الشهيد مصطفى بن بولعيد، عرفت منطقة الأوراس العديد من المعارك البطولية وسقط فيها الكثير من الشهداء حتى نالت الجزائر استقلالها.

معالم وآثار

الآثار القديمة

تعاقب كثير من الحضارات على باتنة جعل منها معرضا ضخما على الهواء الطلق، من أهم المعالم الأثرية للمدينة أهمها، مدينة تيمقاد، زانة البيضاء، قصر بلزمة، تازولت، قوس النصر مركونة، المداشر البربرية العتيقة، ضريح مدغاسن والقبور النوميدية. كما تزخر المدينة بذاكرة مجيدة من ذكريات الثورة التحريرية كدشرة أولاد موسى بمنطقة أشمول، خنقة الحدادة شمال غرب فم الطوب، قرية لقرين بمنطقة أولاد فاضل، فم تاغيت بأريس، مكان معركة إفري البلح بتكوت، مركز التعذيب ببوزنية.

المساجد

مسجد أول نوفمبر من أكبر المساجد في باتنة، تقدم أصحاب الفكرة يوم 03/07/1980 م بطلب الى السلطات المعنية لإنشاء جمعية دينية تشرف على البناء، وتمت الموافقة بقرار ولائي مؤرخ في 24/07/1980 م، ترأس اللجنة العقيد عبيدي محمد الطاهر المدعو الحاج لخضر أحد مفجرى ثورة نوفمبر. من مساجد باتنة أيضا مسجد الأنصار الواقع في طريق تازولت، والمسجد العتيق.

معالم طبيعية

تشتهر باتنة بحظيرة بلزمة الوطنية، وهي حظيرة طبيعية محمية رائعة الجمال بها ثروة حيوانية متنوعة كالطيور الجارحة، القردة، الفنك. كما تشتهر بالمنابع والعيون ذات الخصائص المعدنية مما أهلها لأن تكون منطقة سياحية، من أهم منابع باتنة، منبع أوغنجة بتيمقاد، منبع قرجيمة القصبات برأس العيون، منبع كوشي بسي سليمان منبع سعيدة بنقاوس، منبع أولاد عائشة بتغانيمين ومنبع شابورة بتكوت.

شخصيات المدينة

من ابرز شخصيات باتنة التاريخية الشهيد مصطفى بن بولعيد قائد منطقة الأوراس، المجاهد العقيد عبيدي محمد الطاهر المدعو الحاج لخضر، و سي صالح زيداني أدبيا نجد عدة أدباء وباحثين، نذكر منهم عبد الكريم علي عثمان عوفي، عبد الله عقاقبة، بلولة نصيرة، وياسمينة صالح، من باتنة أيضا يوجد شخصيات سياسية بارزة، نذكر منها علي بن فليس، خالد نزار، شريف عباس، ورضا مالك، من الشخصيات الرياضية البارزة نجد كل من شيخ المدربين رابح سعدا، عبد المومن جابو، وسعيد بلكلام.

مراجع

وكيبيديا الموسوعة الحرة النسخة العربية

موقع ولاية باتنة

مسجد أول نوفمبر