هل هي فعلا رياضة الكمال؟؟

لو تقدمت الى أي خبير أو ممارس لرياضة كمال الأجسام بالسؤال التالي: هل يمكن أن أكون مثل أبطال اللعبة دون تناول المنشطات؟ ستكون الإجابة عفوية وسريعة: مستحيل !!, إذ يمكن لأي هاو أن يمارس هذا النوع من الرياضة من أجل تصحيح بعض الانحناءات في جسمه, أو لتحضير موسم من مواسم الاصطياف كما يفعل الكثير من الشباب دون المرور عبر تناول المنشطات, الى أن تناول كل ما هو طبيعي من أجل التعويض لا يسمح بالتنافس في بطولات اللعبة حتى ولو تمرن لعشرات السنين. التفكير في دخول البطولات المحلية والدولية يعني التفكير في برنامج خاص بالمنشطات من أجل تطوير عضلات الجسم, وبرنامج آخر خاص للتحضير قبل انطلاق أي منافسة, حيث يقوم الرياضي بالتقليل من تناول الماء وإزاحته من الجسم من أجل إظهار العضلات أمام المتفرجين ولجنة الحكام وتتباين النتائج حسب تطورها ودقتها وحسب البنية الجسدية للمتباري, وكثير من اللاعبين لقوا حتفهم في هذه المرحلة ومنهم الجزائري محمد بن عزيزة الذي توفي من جراء ذبحة قلبية بعد أن أفرط في تجهيز جسمه في هذه المرحلة.

يتناول هواة بناء الأجسام المنشطات وفق برنامج خاص, والخطر كل الخطر يكمن في الأندية التي تشرف على هذا النوع من الرياضة حيث توفر دون رقيب وحسيب المنشطات لمن يرغب في تناولها, وتؤدي رغبة الشباب في بناء أجسام تضاهي أجسام أبطال اللعبة الى تحاشي الخوض في سلبياتها ومخاطرها. يستخدم الرياضيون الهرمونات, خاصة هرمون التستوستيرون الذي يؤدي مفعوله الى نمو عضلات الجسم بطريقة سريعة, يفرز هذا الهرمون بشكل طبيعي وبكمية محدودة لدى الذكور وهو الذي يعطي الخصائص الذكرية للإنسان, فعند حقن الجسم بهذا الهرمون تتوقف خلايا الخصيتين من إنتاجه, وقد يكون هذا التوقف أبديا بعد ضمور الأنسجة وبالتالي تتوقف عملية إنتاج الحيوانات المنوية وهو ما يعني العقم, وشخصيا اعرف صديق كان في مرحلة المراهقة ممارس لهذا النوع من الرياضة ومن المستخدمين لمادة التستوستيرون, هو متزوج الآن ومن دون أبناء منذ سنوات, هذا إن نجا المستهلك لهذا الهرمون من مخاطر أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم, تضرر خلايا الكبد, التأثيرات السلبية على عضلات القلب, التغييرات الضارة في مستويات الكوليستيرول, ومخاطر أخرى نفسية مثل الاكتئاب, ضف الى هذا كله تدهور الحالة العامة لجسم الرياضي بعد التوقف الطويل من ممارسة اللعبة حيث ينخفض الحجم العضلي بشكل رهيب, بالنسبة للاعبين المحترفين هناك عالم من الأسرار الذي لا يعرفه الكثير من الهواة حيث يتعاقدون مع أطباء مختصين من أجل محاربة الآثار الجانبية للمنشطات, والتخلص من بقاياها في الجسم حتى إذا ما تم الكشف عنها تخرج النتائج سلبية, وأي خطأ يعرض اللاعب الى نتيجة ايجابية, يحضرني هنا ما حدث في دورة الألعاب العربية بالدوحة حيث تم اكتشاف سبع حالات كاملة لتناول المنشطات في رياضة كمال الأجسام, توزعت علي أربعه قطريين وعلى مصريين وأردني, زيادة على فضيحة المنشطات أضيف الطريقة التي يعرض بها المتباري نفسه أمام الجمهور والتي تعتبر منافية للأعراف العربية, ولمبادئ شريعتنا الإسلامية التي تحرم على الرجل والمرأة كشف العورة مهما كان السبب, والحقيقة أن هذا النوع من الرياضة فاضح ومخل بالحياء والأخلاق العربية الإسلامية.

خلاصة القول أن الكمال في هذا النوع من الرياضة مغشوش, وأن الكتل اللحمية والعضلية التي تعرض فوق المنصات تختفي بين خلاياها الكثير من المنشطات, وتعرض اللاهثين من الشباب والهواة الى الكثير من المخاطر الصحية, هي رياضة منافية لآدابنا العربية والإسلامية ولهذا على مسؤولي الرياضة العربية التفكير في إلغاء هذه النوع من المنافسة من الألعاب العربية, وعلى الحكومات العربية أن تبحث بجد مسألة استهلاك المنشطات داخل النوادي وتجريم بيعها, حفاظا على صحة ورجولة شبابنا.

روابط

إلغاء 9 ذهبيات في الألعاب العربية بسبب تناول المنشطات