دفاتر الرأي

قل ولا تقل

قضايا عربية

جلعاد مقابل 1000 فلسطيني

ثلاث انتصارات للمقاومة في قصة أسر الجندي الاسرائيلي


تحدثت حركة المقاومة الإسلامية حماس الثلاثاء الماضي 11 أكتوبر 2011 عن عقد صفقة بينها وبين الطرف الإسرائيلي بوساطة مصرية قادتها أجهزة المخابرات تقضي بتبادل جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة مقابل 1000 فلسطيني من بينهم كل النساء الفلسطينيات الأسيرات, جلعاد شاليط يهودي من أصل فرنسي هاجر والداه الى فلسطين, ولد في مدينة نهاريا في 28 أوت 1986, وتم اعتقاله يوم 25 جوان 2006 أثناء أدائه للخدمة العسكرية في سلاح المدرعات, بعد هجوم نوعي نفذته ثلاث فصائل فلسطينية مسلحة وهي كتائب عز الدين القسام, ألوية الناصر صلاح الدين, وجيش الإسلام, أطلق على العملية العسكرية الوهم المتبدد, حيث قامت الفصائل بالهجوم على وحدة عسكرية إسرائيلية كانت ترابط ليلاً في موقع كيريم شالوم العسكري التابع للجيش الإسرائيلي على الحدود بين مدينة رفح الفلسطينية وإسرائيل بعد أن نجحوا في التسلل من خلال نفق أرضي, وانتهى الهجوم بمقتل جنديين و إصابة 5 آخرين بجروح, واسر شاليط خلال العملية ونقل الى قطاع غزة, العملية كانت من بين العمليات النوعية للفصائل , وكانت بداية النجاح في قصة أسر الجندي الإسرائيلي شاليط, كما نجحت المقاومة أيضا في إحباط كل محاولات أجهزة الاستخبارات العبرية لتحرير الأسير من خلال نشر المئات من العملاء في غزة من اجل اكتشاف مكان الاحتجاز وأيضا التعرف على هوية معتقليه ومنفذي العملية العسكرية, واستخدموا لذلك أيضا الطائرات بدون طيار حتى قمامة القطاع فتشوها علها تدلهم على أثر, كما قامت إسرائيل بمحاولات توغل عسكرية داخل قطاع غزة من أجل الإطاحة بحماس وتحرير الأسير الى أن كل محاولاتها باءت بالفشل بعد تصدي بطولي من الكتائب, الفشل العسكري صاحبه فشل في المفاوضات التي قادتها مصر مرات عديدة دون جدوى, وفي أكتوبر 2009 نجحت حماس في تحرير 19 أسيرة فلسطينية بوساطة ألمانية مصرية مقابل إصدار دليل مادي يظهر جلعاد على قيد الحياة, الشريط مدته دقيقتان ظهر فيه الأسير في زي عسكري حاملا جريدة إخبارية فلسطينية مؤرخة في 14 سبتمبر 2009, وتحدث بالعبرية موجها خطابه الى الحكومة الإسرائيلية من أجل قبول شروط حماس, كما وجه من خلال الشريط رسالة الى عائلته, مؤكدا حالته الصحية الجيدة, وعلى حسن المعاملة. الانتصار الثاني للمقاومة في قصة أسر الجندي الإسرائيلي, يتمثل في نجاحها في إخفاء الهدف رغم كل المحاولات الإسرائيلية, ونجاحها في ردع كل المفاوضات التي حاولت من خلالها إسرائيل تحرير الأسير دون مقابل, جاعلة من ورقة الأسير جلعاد ورقة قوية من اجل الضغط على إسرائيل وحصد أكبر قدر ممكن من المكاسب من خلالها, وهو ما حصل من خلال اتفاق الثلاثاء الماضي الذي نص على تسليم جلعاد مقابل 1000 أسير فلسطيني, منهم 300 اسير من الأحكام المؤبدة, و 700 أسير من ذوي الأحكام التي سميت بالعالية, ويتضمن العدد كل الأسيرات, كما شملت الصفقة أسرى من مختلف الفصائل ومختلف المناطق الفلسطينية في خطوة أكدت من خلالها حماس على وحدة الصف الفلسطيني, الصفقة لم تشمل أسماء ثقيلة في صفوف حركة حماس والفصائل كإبراهيم حامد، عبد الله البرغوثي، حسن سلامة، عباس السيد، جمال أبو الهيجاء، معاذ بلال، إلى جانب القيادي في فتح مروان البرغوثي وزعيم الشعبية أحمد سعدات، وآخرون, في موقف بطولي آثرت فيه هذه الأسماء أن تشمل عملية التبادل أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين. فتحرير الأسرى انتصار ثالث أنهت به المقاومة مسلسل اعتقال جلعاد.

هناك من قرأ قصة التبادل بالمقلوب من خلال محاولة فهم قاصرة, تساءلت كيف لجندي إسرائيلي واحد أن يساوي 1000 من الفلسطينيين؟ فبقليل من التأمل نلمس موقع قوة المفاوض الفلسطيني في المسألة, الذي لا يسعى الى تفويت أي ورقة من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب وهذا يحسب لصالح المقاومة الفلسطينية, على أمل أن تتحرك من جديد من أجل أسر المزيد, فهناك الكثير من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يمكن تحريرهم من خلال صفقات مماثلة.

روابط

وكيبيديا الموسوعة الحرة

مقالات حول الموضوع

شارك
المقالة السابقة
هراء قانون ” كوطة المرأة “
المقالة التالية
وختامها جريمة حرب

6 تعليقات

  1. عبد الحفيظ

    هناك من قرأ قصة التبادل بالمقلوب من خلال محاولة فهم قاصرة,
    هناك الف جانب للقضية و من قرأها “مقلوبة” فهو يقرأ جانبا منها
    و ليس يفهم فهما قاصرا / متأسف لكني احببت ان اعبر عن رأيي في جملتك الأخيرة التي لم تعجبني …سلام

  2. السلام عليكم
    هناك جانبان فقط للقضية جانب يعتبر مسألة التبادل انتصار وجانب آخر يعتبرها فشلا
    وهل تسمح بالسؤال مثلا ان قلت لك هل راعيت احساس من يخالفونك الرأي في موضوعك؟ أنت عبرت عن رأيك بكل حرية و المسألة ليست مسألة احساس أو اعجاب كما تفضلت عندما يتعلق الأمر بالرأي والرأي الآخر, ولست ممن يكتبون لينالوا اعجاب طرف ما, وهكذا فعلت على طريقتك كتبت رأيي بكل حرية, ولم أقصد شخصا بعينه وانما قصدت الرأي الآخر بالنسبة لي من الموضوع كنت اتمنى لو ناقشتني في وجهة نظري من اجل اثراء الموضوع.

  3. عبد الحفيظ


    يحيى أوهيبة:

    السلام عليكم
    هناك جانبان فقط للقضية جانب يعتبر مسألة التبادل انتصار وجانب آخر يعتبرها فشلا
    وهل تسمح بالسؤال مثلا ان قلت لك هل راعيت احساس من يخالفونك الرأي في موضوعك؟ أنت عبرت عن رأيك بكل حرية و المسألة ليست مسألة احساس أو اعجاب كما تفضلت عندما يتعلق الأمر بالرأي والرأي الآخر, ولست ممن يكتبون لينالوا اعجاب طرف ما, وهكذا فعلت على طريقتك كتبت رأيي بكل حرية, ولم أقصد شخصا بعينه وانما قصدت الرأي الآخر بالنسبة لي من الموضوع كنت اتمنى لو ناقشتني في وجهة نظري من اجل اثراء الموضوع.

    في موضوعي قلت اني اتحدث عن هذا الجانب الذي اراه و ان للقضية الف جانب ، و تركت باب النقاش حول الجوانب مفتوحا و لم اقل باقي محاولات الفهم قاصرة ، لم اعارضك فذلك جانب انت تراه و انا احترمه و اقدره وافهمه ، لكن تلك الجملة الأخيرة اثارتني

  4. الاثارة أهم عناصر مقالات الرأي

  5. محسن دهنجي

    يقول أبو حنيفة أو أحد المذاهب المهم: قتل المسلم بالكافر تبذير، اليوم يستبدل صهيوني نجس ب1000 مسلم أغلبهم من حملة كتاب الله، يمكن أن يسمى هذا إنجاز في تحقيق أدنى حد من الهوان نسبته 1 على 1000

  6. يحيى أوهيبة

    يحيى أوهيبة

    صديقي محسن لم أفهم قول أبي حنيفية أو أحد ائمة المذاهب؟؟ فما معناه؟؟
    كما أود لو تتفضل بقراءة المقال كاملا لفهم وجهة نظري, والتي ملخضها أن المفاوض الفلسطيني كان في موقع قوة لا موقف ضعف.

اترك تعليقاً

%d مدونون معجبون بهذه: