محاربة القاعدة شمال مالي أم تدعيمها؟

التدخل العسكري في مالي

أغنية مل العالم النامي من سماعها على ميكروفونات الدول الغربية, “التدخل العسكري من أجل محاربة الإرهاب وأزلام القاعدة”, هي أغنية تؤديها ميدانيا فرنسا في صحراء مالي من أجل ملاحقة حركتي التوحيد والجهاد التابعة لما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي, وحركة أنصار الدين التي تنشط على مستوى العاصمة المالية بماكو, هو تسابق يكاد يصل الى درجة الكلب من طرف الدول الغربية وأقصد هنا الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تمل من التدخل في شؤون الدول العربية والإفريقية وتلهث وراء قطعة أرض لتزرع بها قاعدة عسكرية أبدية, فرنسا بتاريخها الاستعماري المقيت, فرنسا التي تمجد الاستعمار تسعى من جديد الى البحث عن قطعة إستراتيجية في شمال مالي, قطعة قريبة من الجزائر ودول المغرب العربي الكبير قطعة إستراتيجية في الساحل من أجل الحفاظ على بعض من مصالحها الإستراتيجية, لكن مع مرور الوقت طفت الى سطح التدخل الفرنسي تحرير الرهائن الفرنسيين الأربعة دانييل لاريب (62 عاماً) ومارك فيريه (46 عاماً) وتييري دول (32 عاماً) وبيار لوغران (28 عاماً) المختطفين من قبل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من منجم لليورانيوم بمنطقة أكمي بشمال النيجر وهي العملية التي نفذت عام 2010 وتم خلالها اختطاف سبعة رهائن من بينهم خمس فرنسيين 4 رجال وسيدة تدعى فرنسواز لاريب زوجة دانييل تم إطلاق سراحها سنة 2011, كما أفرج عن الرهينتين المتبقيتين من جنسية طوغولية وملغاشية, وطالب التنظيم الإرهابي بمبلغ 90 مليون أورو للإفراج عن الرهائن الفرنسيين, لكن فرنسا تظاهرت بالرفض حتى أن التدخل في شمال مالي تراءى وكأنه تدخل من أجل تحرير الرهائن, أو الضغط عسكريا على الجماعات المسلحة من أجل تحرير رعاياها, ولكن القصة لم تنجح ولجأت فرنسا الى التفاوض بوساطة أشرف عليها رئيس النيجر وبعض أعيان المناطق الصحراوية, وانتهت بتحرير الرهائن مقابل مبلغ مالي لم تجمع وسائل الإعلام عن قيمته ولكنه بين 17 و25 مليون أورو. هل حقا جاءت فرنسا الى الساحل الإفريقي من أجل محاربة القاعدة أم من أجل تدعيمها ماديا؟ وهو دعم يضاف الى الدعم الألماني الذي قدم أموال فدية صبت في حساب الجماعات الإسلامية المسلحة التي سيطرت على شمال مالي سنة 2005, الإجابة على السؤال حسب رأيي المتواضع أن التدخل الفرنسي في شمال مالي ليس له علاقة بمكافحة الإرهاب بقدر ما هو محاولة لتحرير الرهائن أولا و البحث عن قطعة أرض لقاعدة عسكرية فرنسية ناطقة باسم الغرب في المنطقة كقاعدة ملاحظة ورعاية لمصالحها الثقافية والاقتصادية والعسكرية, وربما كانت القاعدة في خدمة المصالح الفرنسية والغربية وما الاختطاف ودفع الفدية الا مسرحية لقبض المقابل.

مراجع

صورة الموضوع مأخوذة من الصفحة التالية

روابط ذات صلة

أبعاد وتداعيات التدخل الفرنسي بمالي

خفايا المفاوضات تهدد بمشاكل جديدة ومطبات على طريق الحكومة الفرنسية 

أكثر من 20 مليون يورو لـ«القاعدة» مقابل الفرنسيين الـ4؟

سفيرة أميركية سابقة بمالي: فرنسا سددت 17 مليون دولار فدية لإطلاق سراح 4 رهائن لها