حوار مع الأستاذ بشير خلف

13 يونيو 2012
بواسطة في حوار مع (1) من التعليقات و 1٬881 مشاهدة

رئيس رابطة الفكر والابداع بولاية الوادي

الأستاذ بشير خلف كاتب وقاص جزائري من مواليد 28/06/1941 م, حفظ القرآن الكريم وهو في سن الحادية عشر, ساهم في الثورة التحريرية وسنه لا يتعدى 19, سنة 1960 م حكمت عليه السلطات الفرنسية بـالسجن 15 سنة. الأستاذ بشير عصامي التكوين, ومتحصل على شهادة البكالوريا سنة 1972 م, شهادة التفتيش وإدارة المعاهد التكنولوجية سنة 1979 م. مارس التعليم والتفتيش التربوي, نشر في عدة صحف ومجلات جزائرية, كما نشر وينشر حاليا في عدة مواقع الكترونية, له عدة إصدارات في مجال القصة منها: أخاديد على شريط الزمن, القرص الأحمر, الشموخ, الدّفْء المفقود, ظلالٌ بلا أجساد. وله عدة دراسات منها: الكتابة للطفل بين العلم والفن, الجمال فينا وحولنا, الجمال رؤيةٌ أخرى للحياة, الفنون لغة الوجدان, الفنون في حياتنا, حوارٌ مع الذات ..وخزٌ للآخر. الأستاذ عضو في اتحاد الكتاب الجزائريين منذ سنة 1973 م, وكان أمينا ولائيا لفرع الوادي في الثمانينات .عضو مؤسس لجمعية الجاحظية, وحاليا رئيس رابطة الفكر والإبداع بولاية الوادي, شرف بعدة تكريمات, من طرف رئيس الجمهورية, ووزارة التربية, واتحاد الكتاب, وصالون الإبداع بدار الثقافة بولاية الوادي.

السلام عليكم أستاذ بشير, لكم منا جزيل الشكر لقبولكم دعوة الحوار.

سعيد جدا بالحديث معكم وبخاصة لمّا يتعلق الأمر بقضايا الفكر والثقافة والإبداع.

زيادة على ما كتبناه في المقدمة التي عرّفنا فيها زائر مدونتنا بالأستاذ بشير خلف, هل هناك شيئ تود إضافته؟

 انتسبت إلى اتحاد الكُتاب الجزائريين سنة 1973 وكنت عضوا في لجنته المديرة لمّا كان يجمع إلى جانب الكُتّاب الصحفيين والمترجمين، ويرأسه الأستاذ محمد العربي الزبيري.

نريد أن نتناقش معكم في هذا الحوار المسألة الثقافية في الجزائر, ولكن قبل الخوض في هذا الموضوع, هل تعتقد أستاذ أن مصطلح ثقافة واضح في ذهنية الجزائري؟

مفهوم الثقافة بالمعاني المعروفة لدى أهل الاختصاص في بلادنا شبه منعدم، كما هو مغيّبٌ ..واضح جدا لدى المختصين، ومضبّبٌ لدى أغلبية المتعلمين بمنْ فيهم خريجي الجامعات، والسبب في رأيي يعود إلى مرتبة الثقافة في البلد على أنها من القضايا الثانوية، كما أن أهلها من” المشاغبين” ومن من متسببي ” أوجاع الرأس”. إن أفراد أي مجتمع في حاجة إلى التكوين المستمر في القضايا الهامّة والمصيرية، ومنْ يقوم بهذا التكوين الإعلام بكل أطيافه، والأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الثقافية، والشبابية، والمساجد، وغيرها من المؤسسات التي تؤطر المجتمع وتوجهه..واقعيا هي متخلية عن هذه الوظيفة، والمثال على ذلك أن الأحزاب التي خاضت الانتخابات التشريعية الأخيرة وحسْب ما اطلعت على برامجها ألفيْتُ إلاّ حزبيْن أشارا إلى الثقافة لكن في الصفحة الأخيرة من البرنامج.

لا نعجب يا صديقي والحال هكذا أن يكون أغلب أفراد المجتمع الجزائري لا يميلون إلى الفكر النيّر، ولا يُقبلون على ما يُثقّف.

يقام في الجزائر ربما العشرات من المهرجانات الثقافية, أبرزها الجزائر عاصمة الثقافة الإسلامية بتلمسان, ومهرجانات أخرى خاصة بالتراث, وأخرى خاصة بالفلكلور, وأخرى خاصة بالأعمال التقليدية التي تميز كل منطقة, وغيرها من المهرجانات التي تتفق جميعا على صبغ نشاطاتها بمصطلح ثقافة, هل تعتقد أن هذا النوع من النشاط هو ثقافة؟

الثقافة هي البيئة المحيطة بالإنسان التي هي من صنعه، وتشمل الحصيلة الإجمالية لمعارفه،ومعتقداته،وفنونه،وأخـــلاقياته، وتقـــــاليـــده، وعــــــاداته وقيمه، وأية قدرات وعادات أخرى يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع .. الثقافة هي طريقة الحياة لمجموعة من البشر، وهى التي تميزهم عن غيرهم .

كما يمكن النظر إلى الثقافة باعتبارها تجميعاً لأفضل الحلول التي تعارف عليها المجتمع لحل مشكلاته. إن الثقافة هي وسيلة الإنسان في محاولته التكيف مع مكونات البيئة المحيطة به من بيولوجية، أو سيكولوجية، أو تاريخية .

بحكم أني شاركتُ وأشارك شخصيا في العديد من الندوات، والملتقيات الفكرية، كما أن الجمعية الثقافية التي أرأسها تنظم ندوات وملتقيات باستمرار، واستطعنا من خلال العديد من النشاطات الثقافية، وإصدار الكتب أن نكوّن جمهورا نوعيا..وهذا ما يدعوني إلى القول:

1 ــ إن البعض من هذه الندوات والملتقيات الفكرية أكاديمي لا يهمّ إلاّ طلبة الجامعات، وأساتذتهم ..والمجتمع لا يستفيد منها، وهذا بكل أسف يدخل في إطار انعزال الجامعة الجزائرية وتقوقعها.

2 ــ النوع الثاني من الملتقيات والندوات تشرف عليه الدوائر الوزارية، يغلب عليه الجانب الرسمي البروتوكولي ويدخل ضمْن رزنامة سنوية للدائرة لا بدّ أن تنجزها، ولا يهمّ نوعية الحضور، أو عدده.

3 ــ ندوات وملتقيات تنظمها جمعيات ثقافية وطنية وولائية، أغلبها يدخل في إطار الحراك الثقافي، وإثرائه..هذا النوع يغلب عليه الجدية لأنه في أكثر الحالات يعالج قضايا وطنية ومحلية، ويستعرض حيويات شخصيات وأعلام من المنطقة..إنما العقبة الكئود أمام هذه الجمعيات هو التمويل.

علينا أن نفرّق بين الندوة الفكرية، والملتقى وبين المهرجان..الندوة والملتقى يعالجان قضايا هامة عادة وبالتالي جمهورهما يكون مثقفا، ونصف مثقف، ومتعلم..أمّا المهرجان فهو جماهيري..في بلادنا الأولوية للمهرجانات التي يحضرها كل من هبّ ودبّ، يكثر فيها الصخب والضجيج ..كما أن ما يجري ببلادنا نوع آخر من الفعل الثقافي هو “التبادل الثقافي ما بين الولايات”..أي ما أُطلق عليه ” الأسابيع الثقافية” ..إذا سلّمنا بأن هذه تدخل في التعريف بتراث وذاكرة، وتقاليد كل منطقة، إنما وحسبما نراه، ونعايشه فإن هذه الأسابيع بفعل التكرار تحوّلت إلى تبادلات نمطية، لا جديد فيها..الجمهور يحضرها في حفلي الافتتاح، والاختتام فقط..

حضرتك من مواليد 1941 م, هذا يعني أنك مررت بمختلف المراحل التاريخية التي مرت بها البلاد, حتما تملك صورة واضحة حول تطور المشهد الثقافي في الجزائر, هل لك أن تقدم لنا وجه الاختلاف بين المشهد الثقافي خلال الثورة, والمشهد الثقافي بعد استقلال الجزائر؟

مرحلة ما قبل الثورة كما هو معروف لا تتوفر الجزائر فيها على ما يساعد عل صُنْع مشهد ثقافي وطني لأسباب عديدة المجال لا يتسع هنا لذكرها..نكتفي ببعض منها:

ــ إحكام الاستعمار الفرنسي بيد من حديد على حركية المجتمع الجزائري في جميع المجالات، ومحاربته، ومحاولة طمسه لكل ما يمسّ هُويّة الأمة الجزائرية من لغة عربية، وكتاب عربي، ومسرح عربي، وكل ما يُكوّن لحمة للبناء الثقافي والمعرفي..

ــ الحركة الوطنية الجزائرية بأطيافها كانت الثقافة في أجندتها وسيلة من وسائل مقاومة الاستعمار الفرنسي.

ـــ التاريخ سجّل بأحرفٍ من ذهب ما قامت به جمعية العلماء منذ إنشائها سنة 1931 ..السنة التي احتفل فيها الاستعمار الفرنسي بنهاية قرن من احتلاله الجزائر، وتصوّره أن البلد صار قطعة من فرنسا، فكان الرد من الجمعية التي حملت لواء الدفاع عن الأمة الجزائرية بإنشاء المدارس، وبروز الإعلام العربي المكتوب باللغة العربية، وتأطير الشعب، وتذكيره وإنهاضه بأنه أمة كغيره له أمجاده، وله هويّته، وله تاريخه المجيد ..شعب عظيم منذ أن وُجد في الكون..لا يمكن أبدا أن يكون فرنسا، ولا هو جزء منها..الثقافة في هذه المرحلة هي محرّكٌ لإثبات الكينونة، والمحافظة عليها..

الثقافة خلال مرحلة الثورة كانت رافدا ووسيلة تعريف، وإشهار وسندٍ للجهود العسكرية والديبلوماسية في تحرير الوطن.

لك عدة إصدارات, منها الجمال فينا وحولنا, الجمال رؤية أخرى للحياة, الفنون لغة الوجدان, الفنون في حياتنا, الكتابة للطفل بين العلم والفن, وكأني بك تنادي في هذا العالم الذي غيب الجمال والفن من يومياته, ليعود الى رشده ويعيش حياته بهما؟

الشعب الجزائري ليس بدعًا من الشعوب المتخلفة التي تفتقر إلى ثقافة البيئة، والشعور الذاتي بالجمال، وتقدير الفنون، وتذوّقها..ديننا الحنيف ينبني على الطهارة في كل المجالات..لكن الإنسان المسلم عملاً يعادي هذا المبدأ..يمارس البشاعة في حياته سلوكًا في كل علاقاته، وممارساته اليومية ..سعيتُ من خلال كتاباتي في الجمال والفنون إلى التذكير بهذه المبادئ السماوية، كما أني ذكّرتُ بأن الشعور بالجمال هو شعور فطري لدى الإنسان، والقبح مكتسب، وبإمكان الإنسان ومن خلال التكوين والتوجيه يمكن القضاء على البشاعة في أقوالنا، وأفعالنا، وعلاقاتنا.

بخصوص الكتابة للطفل, كيف تقيم محتوى المكتبة الجزائرية, وهل تعتقد أن الطفل الجزائري قد نال نصيبه فعلا من الكتاب؟

يبدو لي ــ ربّما يخالفني البعض ــ أن المكتبة الجزائرية إنْ في المؤسسات التعليمية، أو في الأسواق، أو في دُور الثقافة والشباب تزخر بالعديد العديد من العناوين المختلفة في هذا المجال..إن الطفل الجزائري مقارنة بغيره لم ينلْ نصيبه، ومع ذلك فالأمر ليس بالصورة القاتمة التي يرددها بعض الغير العارفين، والقريبين من عالم البراءة.

ليس من السهل أن يكون الكاتب للطفل ملما بعلومه, وفنونه, هي شروط لا تبدو في متناول الجميع, أريد أن أطرح هنا مسألة تكوين هؤلاء الكتاب الذين يتوفر فيهم طبعا شرط الموهبة, هل هذا ممكن ؟

إن الكتابة للطفل ليست في متناول الجميع، العديد من الكتاب العرب، والجزائريين المعروفين في الساحة اعترفوا بعجزهم عن الكتابة للطفل، وأنا واحد من هؤلاء رغم أني قضيت 37 سنة إلى جانب الطفل مدرسًا له، ومكونا للمعلمين والمعلمات، ولا يمرّ يوم ولا أكون بين الأطفال..وهذا ما أشرتُ إليه في كتابي ” الكتابة للطفل بين العلم والفن”.كما أني بدأت الإبداع السردي سنة 1972

الكتابة وحرقتها يا صديقي هي موهبة كما هي دُربةٌ وممارسة، وشعور بالمسؤولية ..الكتابة لا تُمنح مثل الحرية..هي سعْيٌ مستمرٌّ للمسْك بزمامها..ليس لها وصفة، كما ليس لها دواء..القدرة على الكتابة للطفل تنبع من الذات أولا، ثم من العيش بين الأطفال والتعرّف عليهم، ومعرفة مراحل نموّهم، وخصائص كل مرحلة، ومعرفة احتياجاتها، والقراءة الكثيرة لعالم الطفولة، وكذا التمكّن من اللغة والكتابة بها، وتوظيفها، وتكييفها وفْق حاجة الطفل ونفسيته.

الطفل الجزائري يتلقى الكثير من ثقافته التربوية والفكرية والعلمية من التلفزيون, ومن شتى أنواع الكتب المعروضة في المكتبات والمعارض, قد نقول وبعينين مغمضتين أن كثيرا من المحتوى لا يتوافق مع علم نفس واجتماع الطفل, ولا يتوافق مع ثقافة بيئته العربية والإسلامية, إشكال خطير و الكل يتفرج؟

أنتم يا صديقي أجبتم في ثنايا السؤال عن الموضوع..نعم الكل يتفرّج لأنه لا يوجد مشروع ثقافي ببلادنا ينطلق أولا من فلسفة المجتمع الكلية، منه ننطلق إلى المشروع التربوي، والمشروع التنموي، والمشروع الثقافي، ومنه نشخًص حالنا، ما هو إيجابي، وما هو سلبي، ثم نحدد حاجاتنا لكل مرحلة وفئة من فئات المجتمع بما في ذلك مرحلة الطفولة..الأمور تسير ” سبهللا” والنتيجة نحصدها اليوم من خلال أجيال هائمة على وجهها، حتى صار ” الانتحار” لدى أبنائنا ” موضة” و” رِجْلة “.

أيضا ما دمنا نتحدث عن غياب الاحترافية في عالم الكتابة للطفل, نطرح هناك إشكال الرقابة, والتي نتفق على أنها غائبة, ما السبيل لتفعيلها, من أجل حماية أطفالنا من الثقافات الدخيلة؟

الجواب فيما قلته أعلاه والمتعلق بغياب فلسفة للمجتمع، ومنه غياب المشروع الثقافي.

ثقافة الطفل ليست كتابا, أشعارا وقصصا, هي أيضا فنون أخرى, تساعد على زرع وتنمية روح الإبداع فيه, كم من طفل يملك ملكة الرسم, والتمثيل, والاختراع, ولأن العالم الكبير من حوله لا يهتم بما يقدم تموت فيه هذه الروح لا يكفي الأسف على المواهب التي تضيع ما الحل ؟

فعلا أعداد وأعداد وفي كل مرحلة من أطفالنا يملكون مواهب تظهر مبكرة، وبما أننا لا نملك مشروعا تربويا رائدا يتجاوز الشهادة،والدبلوم، ويرنو إلى الإنسان المتكامل..وحتى مناهجنا التعليمية لا ترتب المواد الفنية، والجمالية ضمن الأولويات..هذه المواد في نظامنا التربوي يُطلق عليها” المواد المكملة”وعادة ما يوظف المدرسون توقيتها لتدعيم المواد العلمية واللغوية..كما أن نظرة الأولياء لها نظرة دونية، ويعيّرون أبناءهم إن اهتمّوا بها.

هل لنا أن نعرف في عجالة فكرة الدراسة التي أنجزتها حول الكتابة للطفل بين العلم والفن؟

هي دراسة صدرت في كتاب أصدرته لي وزارة الثقافة سنة 2007 في إطار الجزائر عاصمة للثقافة العربية ..الكتاب بعنوان: “الكتابة للطفل بين العلم والفن”.. به ستة فصول هي:

أعرفوا الطفولة.البناء الثقافي للإنسان.الكتابة ذلك الفعل الحضاري.الكتابة للطفل علم وفن.الكتابة للطفل ليست ملكا مشاعا.الإنسان واللغة.

من يكون المثقف الحقيقي في نظر الأستاذ بشير خلف.  ؟

هل يمكن وصْـفُ المثقفين الحقيقيين الذين يمتلكون ناصية المعرفة، والقدرة على إنتاجها، والتمكّن من التنوير في هذا الزمن الأغبر المتراجع بكونهم – مساكين! – بعد أن أضحوا، ومن أجل تأمين الحد الأدنى من لقمة العيش أرقاماً مجهولين ؟

إن المثقف الحقيقي حيال هذا المشهد الثقافي المعطوب أمام خياريْن أحلاهما مُـــرٌّ، إمّا الانضمام إلى السياسي وجوقته من اللا مثقفين المتزلفين كي ينال الرضا، وربّما في أبسط الحالات يُكرّم في المناسبات بوسام مزخرف لا يُسمن ولا يغني من جوع، أو طبْع عملٍ يتيم له ؛ وإمّا الانكفاء على نفسه، والعزوف عن مجريات المشهد الثقافي الراهن غير مأسوف عليه من أحدٍ .

في الجزائر بصفة خاصة هناك من يضع الكرة في مرْمى المثقف، ويــنحو باللائمة على من يُحسبون على الثقافة، وما أكثرهم وهم الذين لم ينتجوا عملا واحدا في حياتهم، وما استطاعوا يوما تأسيس هيكل ثقافي من خلاله ساهموا في إثراء الثقافة في البلد، وحتى اتحاد الكُتاب الجزائريين حين قُيض له أن يكون موجودا قبل التعدّدية، ومشاركا في الحياة السياسية قبل الحياة الثقافية؛ كان بمثابة منظمة جماهيرية على غرار منظمات: الشبيبة، الفلاحين، النساء…ولمّا استقلّ بنفسه فشل المثقفون في تسييره، ثمّ غُيّب تماما من المشهد الثقافي الجزائري، نتيجة صراعات أعضائه الذين تتجاذبهم أطرافٌ سياسية متناحرة فيما بينها، تريد وصايتها عليه .

الطريق أمام المثقف الحقيقي في مجتمع لا يُكنّ الودّ للثقافة وأهلها ..شائكٌ، ولا أحْــسب في كل حقب التاريخ مشرقا ومغربًا أنها كانت مفروشة بالورود..المثقف الحق صاحب رسالة يحمل همًّا إنسانيا، إنْ كان يؤمن إيمان الرسل برسالاتهم ..فإنه تأكيدا لا ولن يتخلّى عن دوره الريادي.

كيف تقيم وضعية الطفل في ولاية الوادي, طبعا من الناحية الثقافية؟

ولاية الوادي هي جزء من ربوع الوطن الجزائري..الطفل فيها كغيره من أقرانه وطنيا يفتقر إلى الكثير ممّا يساعده ثقافيا، والأمر لا يقتصر فقط على نقْص الهياكل بقدْر ما يعود إلى تخلّي الأسرة والمجتمع عن دورهما، وحتى إنْ وُجدت المرافق فالأسرة لا تستجيب، وترى أن كل نشاط ثقافي لا يُتوّج بدبلوم أو شهادة هو مضيعة للوقت.

كرئيس لرابطة الفكر والإبداع لولاية الوادي, هل لك أن تلخص لنا نشاطات الجمعية, وهل هناك ما قدمته لأطفال الوادي؟

رابطة الفكر والإبداع جمعية ثقافية ولائية تأسست في أكتوبر 2001 ..منذ أن أنشئت نظمت مجموعة من الندوات الفكرية أطرها أساتذة ودكاترة من جميع أنحاء الوطن..نحضر الآن للندوة الفكرية التاسعة التي ستنعقد بحول الله في شهر نوفمبر القادم ..موضوعها: ” العمارة والإنسان” نظمت الرابطة ندوات كانت مواضيعها كالتالي:

المقروئية والمطالعة ـ النخبة ودورها الريادي ـ الإبداع بين التنظير والممارسة ـ الثقافة الوطنية وتحديات العولمة ـ المجتمع المدني ودوره في التنمية ـ الموروث الشعبي وقضايا الوطن ـ الثقافة البيئية ..البعد الغائب ـ الخطاب الديني بين الغلوّ والاعتدال.

علمًا أن الرابطة كل مداخلات ومحاضرات أي ندوة تصدرها في كتاب جميل يوزع مجانا على مثقفي الولاية وخارجها، وعلى وسائل الإعلام، ومديريات الثقافة ووزارة الثقافة…وتستجيب فورًا لكل من يطلب كتابا منها فترسله إليه..كما أن الرابطة شجعت مبدعي الولاية وأصدرت ما ينيف عن عشرة أعمال لهم..كما أنها نظمت في السنة الفارطة 2011 مسابقة وطنية للرواية القصير منحت للفائزين الثلاثة الأوائل مبالغ مالية معتبرة، وأصدرت الروايات الثلاث الفائزة، وتحصل كل واحد منهم على 400 نسخة له الحق في بيعها، أو إهدائها.

هل ترغب في إضافة شيئ؟

أشكركم جزيل الشكر على أسئلتكم التي تدفع إلى الحديث عن هموم الثقافة الجزائرية، وإشكالاتها..كما أنني أشجعكم على متابعة المشهد الثقافي الجزائري، وحراكه وتدوين ذلك ونشره في ” مدونتكم الجميلة والثرية” .

كلمة أخيرة

أهنئ المثقفين والمبدعين الجزائريين ومن خلالهم الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى الخمسين لاستعادة السيادة الوطنية الجزائرية.

شكرا لك على كرم تواضعك, آمل أن لا يكون الحوار الأخير, وبارك الله فيكم.

هوامش 

مدونة الأستاذ بشير خلف سوف..أوراق ثقافية

نص الحوار على مجلة أصوات الشمال الالكترونية

نص الحوار على مجلة قصيرة

Tweet
الاوسمة: ,
يحيى أوهيبة

كتب بواسطة :

Retweet

انشر الموضوع

RSS Digg Twitter StumbleUpon Delicious Technorati facebook reddit linkedin Google

مواضيع مشابهة

رد واحد لهذا الموضوع

التعقيبات

  1. حوار مع الكاتب بشير خلف – مجلة قصيرة

أضف تعليق

CAPTCHA
Refresh

*

Social Widgets powered by AB-WebLog.com.

Please don't print this Website

Unnecessary printing not only means unnecessary cost of paper and inks, but also avoidable environmental impact on producing and shipping these supplies. Reducing printing can make a small but a significant impact.

Instead use the PDF download option, provided on the page you tried to print.

Powered by "Unprintable Blog" for Wordpress - www.greencp.de