14 ديسمبر 2011
بواسطة يحيى أوهيبة في القصة مع (0) من التعليقات و 1٬439 مشاهدة
على كثبان الرمال وعلى بساط الصحراء الأصفر الذهبي رجفة تعانق ندا الصباح, وأشعة الشمس الدافئة تنعش حبات الرمل العطشى لضحكة الشروق. وفي أبو ظبي آفاق اتشحت وتزينت بألوان الفرح وسماء تعانقت فيها الغيوم لتبوح بأمطار الورد والعطر. تحية النسيم إلى قلعة الحصن, وقد أكرمها المولى الواهب بمولود بهي الطلعة زايد بن سلطان آل نهيان, فالسنة الثامنة عشر تسعمائة وألف زاهية بالحدث وحامدة لنعمة الخالق وقد اختارها مهد الرجل الموعود. وأعلنت البشرى في أبو ظبي وزفت الصقور الخبر في كل القبائل, وزغردت الرياح الطيبة في كل الأركان, تزرع فيها بهجة الحياة وتلقح الواحات المنشدة طلع الابتسامة والفرح. إنها لريح طيبة ترسم ...
04 نوفمبر 2011
بواسطة يحيى أوهيبة في القصة مع (0) من التعليقات و 1٬738 مشاهدة
ها هو!!! ها هو ذا يطل بأنفه المطاطي المزمر, وقلنسوته المتسخة, وسرواله العريض الفضفاض, وعباءته التي تلاقت فيها الألوان المتخاصمة, هاهي الأضواء تحت إيقاع الأبواق الناهقة, تتابع قفزاته ونطاته في دائرة السيرك وكأنه قرد منفي من مجتمع القردة. ها هو ذا يشير بأصابعه المقرفة في كل اتجاه, ويصدر أصواتا يستحي الكلب من سماعها, انه ليبغيك, وما هدفه إلا أن تلتفت إليه. ليس له إلا السيرك, حيث يجيد اللعب بالكرات, وتقبيل أفواه الكلاب, والنط فوق الأسلاك, والسقوط على المؤخرة, والتغوط أمام الملأ, والسخرية من الأديان والأجناس, والتلفظ بما تاق إليه حكام وسكان المدينة سماعه منذ زمن بعيد. إنه بداية العرض, وها هو...
28 أكتوبر 2011
بواسطة يحيى أوهيبة في القصة مع (0) من التعليقات و 1٬451 مشاهدة
ما لهذا الأفق يستحم في حلة خضراء جديدة؟ فقد حجب الخريف عنه هذا الجمال مدة من الزمن. وما لهذا الوادي يعزف على سولفاجه أنغام العيد والاحتفال؟ وما لهذه العصافير المغردة تنشد اليوم أعذب الأناشيد؟ وحتى الأشجار تتمايل على حافة الوادي مبتهجة بالضيف الكريم. انه الربيع تكتسي فيه شجرة اللوز, والكرمة, وشجرة التين حلتها الجديدة, وتتخلص أخيرا من خجلها بعد أن عرى الخريف سيقانها وأذرعها, ولن يكون لأي كان فرصة ليعيرها بقليلة الحياء. " ما أجمل الجلوس إلى الوادي في عز الربيع!!" هكذا يفضل مراد تصريف مشاعره, وهو يجلس على ضفاف وادي المدينة ليشارك الجميع فرحتهم بالضيف الأخضر الكريم, ويستلهم من الجمال والألحان...
23 سبتمبر 2011
بواسطة يحيى أوهيبة في القصة مع (0) من التعليقات و 976 مشاهدة
جلس على الأريكة الفاخرة, وقد أزاح عن مفاصله البراغي, وعن عضلاته كل شد. انه في أعلى درجات الاسترخاء فالسيد المدير هو الآن أول رجل في أكبر مؤسسة عقابية للمدينة, يروح بكرسيه المتحرك إلى اليمين والى الشمال, وشفتاه تداعبان أول سيجارة يدخنها بالمناسبة, ويداه تتأملان قلمه الفاخر الذي سيخصصه للتوقيعات الهامة. وكأنه لا يصدق ما يعيشه في هذه اللحظات, فيرسل عيناه تتحسسان له المكان لتخبراه بأن وجوده بالمكتب حقيقة فعلا, ويرسل أحاسيسه تعانق الهواء لتألفه فيأخذ نفسا عميقا ويحرقه نشوة بين أنغام زفير هادئ. إنها أمواج السنين, تراكمت و رمت به إلى شاطئ المسؤولية ومنحته عصى النهي والأمر بعد أن قضى تحت رحمتها سن...
12 أغسطس 2011
بواسطة يحيى أوهيبة في القصة مع (0) من التعليقات و 1٬403 مشاهدة
" لا تقربوها.. لا تقربوها.. " " دعوها..لا تقربوها" " إن كانت نائمة فدعوها تنام, وان كان مغشيا عليها فدعوها في غشيانها, وان كانت ميتة فدعوها تستريح" " أنى لها إذا ما أفاقت أن تصبر على جروح الوطن الغالي, فليس من الرأفة أن ترى عيناها الخراب الذي حل بقرانا وشوارعنا وبيوتنا, ليس من الرأفة ولا الرحمة أن ترى عيناها أيادي الخيانة وقد لطخت شرفنا وكرامتنا" "دعوها في غشيانها, فزعيم المدينة قتل, وجوامعنا أحرقت, مصاحفنا دنست, والقلوب فتنت, ولم يبق ما يصلح لأن تراه" "أكلوا, وتملقوا, وطبعوا, وباعوا كرامتهم ليعيشوا على فتات الدنيا الزائل" " ووراء جدار المدينة خونة للوطن وللقضية" (المزيد&...
29 يوليو 2011
بواسطة يحيى أوهيبة في القصة مع (0) من التعليقات و 1٬572 مشاهدة
السماء تبوح بجمالها في ليلة صيفية حالمة, وقد أبهرت عيون الساهرين بأنوار النجوم والكواكب, وكشفت عن ابتسامتها بدرا صافيا تتوق لتقبيله مياه البحر العاشقة. وجمعت لمحبيها أحلى ما تملك من مشاعر الدفء والراحة, ووهبتهم سبل الإيمان والتوحيد بالخالق المبدع, وأزاحت عن الناس أثقال الألبسة, وحرارة المواقد, ودعتهم الى مأدبة نعيم النسيم وعذوبة النشوة. وكم يشتاق الصيف كلما حل ضيفا إلى تقبيل محبيه بعد طول غياب, فلاحون, وصيادون, وسائحون, وكل عاشق لدفئ الشمس والبحر. إن الصيف لهو الشباب في ريعانه, قوة في السواعد, وصفاء في الملامح, ونشاط في العزائم, وهو بدئ النور المتوهج. وهكذا هي الدنيا تبدأ الأشياء فيه...
19 يوليو 2011
بواسطة يحيى أوهيبة في القصة مع (0) من التعليقات و 1٬048 مشاهدة
المدينة بأكملها منبوذة من الصغير إلى الكبير, فمنذ أن سطع عليها نور الحرية, وهي عائمة في ظلام التخلف والجمود. اثنان وخمسون عاما مضت على ذكرى النور عارية من مشاريع التصنيع والتنمية, ومكسوة بشتى أنواع الجريمة, الفقر, البطالة وضيق الحال. التائهون في ظلمة الحاضر من أبناء المدينة, والمتوجسون خوفا من طالع الغد, يتجنبون البقاء فيها بالنهار كما يتجنبون الموت. فقد سئمت القلوب مشاهد المقاهي المتكاتفة, وقد فاح منها بخور التدخين والمخدرات والنميمة والكسل, كما تفوح أنتن الروائح من الجيف. وملت الأعين من الأشجار الآدمية المغروسة في أركان وزوايا الطرقات, لا يضنيها حر ولا برد ولا عاصفة. ولو مر إعصار غونو على...