دفاتر الرياضة

والنجاح مرهون بتشجيع الاستثمار الرياضي

من يصدق؟ بطولة احترافية في الجزائر‼‼, وكما نقول باللهجة الجزائرية ” الله يخلف ” على الفيفا التي أرغمت الاتحاديات الكروية على صبغ بطولاتها بصبغة الاحتراف بما فيها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وإلا لما زلنا في عالم الهواة الى الأبد, وقد نستيقظ يوما ونحن الوحيدين في العالم خارج إطار المحترفين, لحسن الحظ القانون فرض نفسه وقضى بشرط الاحتراف على النوادي إن هي أرادت أن تشارك في البطولات الإقليمية والقارية, والعالمية, فقوة القانون بإمكانها أن تغير الكثير من الأوضاع في العالم الثالث, وبإمكانها أن تقضي على الكثير من الممارسات السلبية التي مست كرة القدم في مستطيلات العالم الخضراء.

نأسف كثيرا عندما تكون نقطة بدايتنا في 2010 في حين سبقتنا دول أخرى الى عالم الاحتراف عدد تلامذتنا في المدارس الابتدائية يشكلون أضعاف مضاعفة لعدد نسماتها بل وسبقتنا في الهياكل وفي التكوين وفي نوعية الانتدابات للمدربين والتقنيين والأطباء واللاعبين في حين نمتلك من الطاقات ومن الموارد المالية والبشرية ما يؤهلنا لأن نكون ضمن أفضل البطولات المحترفة في العالم, ومن المتواجدين الدائمين على مختلف منصات التتويج, قد نبرر تأخرنا بالمراحل السياسية الصعبة التي مرت بها البلاد والتي أثرت على كل الأصعدة وليس على الصعيد الرياضي فقط, ولكن كانت هناك أيضا نظرة استخفاف ولامبالاة من ذوي الحل والربط أجلت أفراح الجزائريين لسنوات, ولم يلتفتوا بجد الى الرياضة إلا بعد أن صنع المحاربون الذي صنعوه بعد تأهلهم الى كأس العالم بجنوب إفريقيا, وكيف أخرجوا الجماهير الى الشارع وكيف صار الجميع يلبس الأعلام الوطنية ويهتف بالشهداء, وبالجزائر صباح مساء. حسبنا الآن أن تكون لفسيلة الاحتراف جذور في الأرض سيشتد عودها وستينع أفنانها وأزهارها وثمارها مع الوقت ومع تراكمات العمل والتجارب, ولكن ذلك مرهون بمدى اهتمام أسرة كرة القدم بهذه الفسيلة الصغيرة, ومرهون بمدى قدرتنا على تجاوز خلافاتنا والقدرة على تعبئة الجميع من أجل إنجاح المشروع, فلا يجب أن نحمل اللاعب وحده عبئ الاحتراف بل الإدارة أيضا مطالبة بتغيير طرقها التقليدية في التسيير ومطالبة بتحسين ذهنيتها فكفانا ما نقرأه على صفحات الجرائد من نشر للغسيل وتبادل للتهم, ومن إضرابات للمدربين واللاعبين احتجاجا على عدم تلقي الأموال أو على التدخل في الصلاحيات. الاحتراف ليس القائمة الأساسية للفرق فقط بل هناك قائمة احتياطية أيضا وهناك من اللاعبين من لا يلعب لنصف الموسم أو الموسم كله بسبب تواجد عدة لاعبين مميزين في نفس المنصب الذي يلعب فيه, ويصبح بذلك لا عب “البنك ” لاعبا بطالا أو لاعبا محترفا على الورق فقط, فحبذا لو تكون هناك بطولة وطنية للاحتياطيين تمكنهم من التواجد في المنافسة على الدوام وجاهزين للعب في القائمة الأساسية في أي وقت, وهذا ليس بالأمر الجديد بل هو مطبق في كثير من البلدان العربية والأجنبية. الاهتمام بالفئات الصغرى جزء من وصفة النجاح لضمان الاستمرارية فقد شهدت المنتخبات الوطنية للفئات الصغرى خروجا جماعيا من مختلف المنافسات هذا الموسم, والأسباب يعرفها الجميع وذكرناها في هذا المقال: الاحتقار وعدم توفير الإمكانيات المالية والبشرية التي تليق وتسمح بحصد النتائج الايجابية, فإنشاء بطولة وطنية لمختلف الأصناف مع المتابعة الميدانية للفرق والمواهب من شأنه أن يكون خزانا وطنيا للفرق الوطنية. الجماهير أيضا مطالبة بتحسين أدائها فوق المدرجات والبحث عن طرق حضارية للتشجيع والاحتجاج. عموما الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مطالبة بتوفير الدعم المستمر على أساس برنامج من أجل إنجاح الاحتراف, كتكوين المدربين والحكام, والأطباء, وكل من له علاقة بكرة القدم, وتسجيل كل العوائق والمشاكل التي صاحبت البطولة من أجل دراستها وتفاديها في العام المقبل, عملية التقييم بعد كل جولة ونهاية الموسم أكثر من هامة, من أجل ربح الوقت, كما أن لتحديث التشريع الرياضي الجزائري الذي يضبط حسن صيرورة اللعبة لا بد وأن يتماشى مع البيئة الكروية الجزائرية فالقانون وحده كفيل باختزال الكثير من الجدال والقيل والقال ومن لا ينضبط تؤدبه المجالس التأديبية والمحكمة الرياضية.

أول جولة لأول بطولة محترفة, انطلقت يوم الجمعة 24 سبتمبر أين سجلت شبيبة بجاية أحسن انطلاقة لها بفوزها على الشلف بـ 4 – 0 . فيما لعبت باقي المباريات يوم السبت 25 سبتمبر وفيما يلي النتائج كاملة:

ش. القبائل: 3 ج. الخروب: 2

م. العلمة: 1 م. الجزائر: 0

م. سعيدة: 2 ش. بلوزداد: 1

إ. الجزائر: 1 و. سطيف : 2

إ. البليدة: 0 م. وهران : 0

إ. الحراش: 2 أ. البرج : 0

و. تلمسان: 2 إ. عنابة : 0