الفريق يعود بالكأس دون استقبال أو احتفال

يبدو أن سفينة الفريق الأولمبي الجزائري قد استوت عند عتبة آيت جودي بعد سنوات طويلة من طوفان النتائج السلبية, فاللاعبون الذين تم اختيارهم من البطولة الجزائرية أثبتوا جدارتهم بحمل الألوان الوطنية وعادوا بكاس شمال افريقيا للفرق الأولمبية بعد أن أدوا مباريات في القمة مع فرق لا يستهان بها كالمغرب وليبيا والكامرون, ولعبوا كل المباريات بنفس الإرادة وأبانوا عن قدرات بدنية وفينة كبيرة تبشر بالخير نتمنى من المدرب الوطني أن يلتفت التفاتة جادة نحو هذا الفريق الشاب من أجل توظيف الأحسن في المنتخب المحلي أو المنتخب الأول, وكان الفريق الأولمبي قد أبان عن علو كعبه قبل الدورة حين أجرى مقابلة ودية مع المنتخب المحلي وفاز عليه بأربعة أهداف كاملة مقبل ثلاثة.

المقابلة الأولى للفريق أجريت يوم 13ديسمبر أمام الكامرون التي عوضت تونس الغائبة, في ملعب الجديدة وفاز عليه بستة أهداف كاملة مقابل هدف واحد, حيث انتهى الشوط الأول بنتيجة هدفين مقابل صفر سجل الهدف الأول بلكلام من ضربة جزاء في الدقيقة الـ38 بعد عرقلة طواهري في منطقة الجزاء, وشهدت نهاية الشوط الأول في الدقيقة الـ46 تسجيل الهدف الثاني عن طريق لاعب الخروب أسامة مصفار بعد تمريرة جميلة من اللاعب طواهري. الشوط الثاني كان مهرجانا للأهداف بحق حيث سجل مصفار هدفه الثاني والثالث في المباراة في الدقيقة الـ55, بن علجية سجل الهدف الرابع في الدقيقة الـ75, طواهري سجل الخامس في الدقيقة الـ77, وختم مهرجان الأهداف اللاعب زيتي في الدقيقة الـ79, ما معدله دقيقتان بين الهدف الرابع, الخامس والسادس, الغريب أن هدف الكامرون الوحيد سجله بلايلي محمد لاعب مولودية وهران ضد مرماه في الدقيقة الـ53.

المقابلة الثانية كانت ضد المغرب بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء وحملت معها توابل المقابلة الواعدة بين المنتخب الوطني والمنتخب الوطني المغربي التي ستجرى في مارس المقبل, دخل الأولمبي الشوط الأول بقوة في المباراة وسجل علي قشي الهدف الأول في الدقيقة الأولى من المباراة بعد تنفيذ ضربة ركنية, بعد الهدف وحاول الفريق المغربي العودة في النتيجة بينما اعتمد الجزائريون على المرتدات للرد على هجمات المغاربة, وتواصل هذا السيناريو حتى نهاية الشوط الثاني وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع نهاية المباراة قام سعيد سايح بتسجيل الهدف الثاني في آخر أنفاس الوقت البدل الضائع الدقيقة 90+3, هدف الدقيقة الأولى وهدف في الدقيقة الأخيرة يخبر عن الحالة النفسية والبدنية الجيدة للفريق الأولمبي.

المقابلة الثالثة أمام ليبيا لعبت يوم 18 ديسمبر بملعب البشير بالمحمدية كان يكفي التعادل فيها حتى ينال الفريق الوطني كأس الدورة, لكن المنتخب الأولمبي لم يعر أي اهتمام لهذا الحساب ودخل المقابلة بنية الفوز, فالربع ساعة الأول من المباراة حمل الخبر السعيد بعد محاولة فردية جميلة من اللاعب سايح الذي انفلت من الدفاع وراوغ في منطقة العمليات وقطف ضربة الجزاء بعد العرقلة ينفذها بدبودة بنجاح في الدقيقة الـ 12, وهي النتيجة التي انتهت عليها نتيجة الشوط الأول, الربع ساعة الأول من الشوط الثاني كان جزائريا وتمكن بلعنصر من تسجيل الهدف الثاني بعد توزيعة من بن علجية, العشر دقائق الأخيرة حملت فيها رياح المحمدية هدفين آخرين في الدقيقة الـ82 عن طريق مصفار, ليختم زيتي مهرجان الأهداف في الدقيقة الـ 87 بعد هجمة مرتدة, والتي كانت أغلب أهداف الفريق عن طريقها.

الفريق الوطني الأولمبي فاز عن جدارة واستحقاق بالكأس, وبالأداء وبالنتيجة, فبالإضافة للكأس التي حملها عميد اللاعبين بلكلام, فاز الفريق الوطني بلقب الروح الرياضية في الدورة, مما يجعل التتويج نظيفا ومستحقا, وقبل أولمبياد لندن لا زال الطريق طويلا أمام الفريق الذي تنتظره الدورة العربية للمنتخبات الأولمبية التي ستجرى بالإمارات العربية المتحدة, في شهر جانفي القادم وستدوم عشرة أيام كاملة, وتنتظر الفريق أيضا مباراة رسمية مطلع شهر مارس المقبل أمام فريق مدغشقر في الدور الأول من تصفيات الأولمبياد, بعد الانتهاء من هذا الدور تنتظر الفريق تصفيات الألعاب الإفريقية التي سيلعب فيها أمام المنتخب الليبي وكل هذه المحطات مفيدة للشباب من أجل كسب التجربة اللازمة لترقية اللاعبين المميزين الى الفريق الأول والفريق المحلي.

في الأخير نأسف لأن لا أحد أعار اهتماما لهذا التتويج حيث عاد الفريق إلى ارض الوطن دون أن يجد في استقباله أحد, وخبر كهذا لا يستحق الكثير من التعليق, لكن التتويج في عيون الجزائريين انجاز كبير والجميع ينتظر المحطات القادمة لهذا الفريق الشاب.