ومشروع مقابر للكاذبين في مزبلة التاريخ

فجر شوبير الحارس السابق لفريق الفراعنة والإعلامي المصري قنبلة من النوع الرفيع في المجتمع الرياضي المصري عندما هتف في أحد الحصص التلفزيونية المصرية متهما أحد أعضاء الاتحاد المصري بتورطه في قضية الاعتداء على حافلة الخضر, حيث قال شوبير أن العضو اجتمع مع مجموعة من الجماهير البلطجية من أجل ضرب حافلة المنتخب الوطني, جاء هذا الاعتراف مباشرة بعد إصدار الفيفا للعقوبة والتي وصفها الطبلوج زاهر بالمخففة وهي فعلا كذلك باعتبار أن الفيفا أضافت الكثير من الماء إليها حتى كادت تبدو شفافة, ولكن ما لم يرغب زاهر في رؤيته وما لم يرغب في أن يراه المصريون ما ترسب أسفل العقوبة, وهو الذي أشار إليه الشيخ روراوة بالسبابة , إقصاء مصر من تصفيات المونديال المقبل في حالة تكرار حادثة الاعتداء على أي فريق في مصر, وطبعا ما ترسب كان بطعم الرهج بالنسبة للمصريين حيث ستكون أربع سنوات كلها ترقب وحيطة وحذر من تكرار الخطأ وربما تكون المدة كافية حتى يتربى المصريون على أخلاق الضيافة ولو أننا لا نثق كثيرا في حليمة عندما تستعيد ذكرياتها القديمة.
كلام شوبير جعلنا نستنتج الكثير من الأفكار, كلامه يجعلني أقول أنه كان على علم بالاجتماع من قبل أو في أي مرحلة تلت حادثة الحافلة, وبما أن عضو من الاتحادية هو من اجتمع مع البلطجية الذين ضربوا الحافلة فحتما كل أعضاء الاتحاد المصري على علم, بمن فيهم طبلوجهم زاهر, والمؤامرة كنا متأكدين منها منذ البداية حين فضل الجميع اتهام اللاعبين بتحطيم الزجاج واتهام اللاعبين بتمثيل دور المجروح, فالذي يخاف النار فقط من تحوي معدته على التبن وبطن زاهر المنتفخة حتما كانت تحوي على الكثير من الحزم, وبما أن الأمر كذلك فحتما كان البوليس المصري على علم بالاجتماع وتدبير المؤامرة, ونفس الشيء بالنسبة لأطفال مبارك ومبارك في حد ذاته.
شوبير أيضا تعرض بعد تصريحه واعترافه بالاعتداء الى حملة مسعورة
فمجلس الاتحادية المصرية لكرة القدم رفع شكوى رسمية لدى وزارة الاعلام, التي منعت شوبير من النشاط الإعلامي, وتم إيقاف بث برنامجه أحلى صباح مع شوبير في قناة الشباب والرياضة, ورهن ظهوره في قناة أو تي في التي تعاقد معها من أجل تحليل مباريات كأس العالم. والغريب في ردة فعل وزارة الاعلام التي أقامت الدنيا وأقعدتها على تصريح واحد لشوبير, وهي التي سكتت دهرا على كل الصحفيين وكل الذين سبوا الشهداء وسبوا الشعب الجزائري من الطول للعرض, حينها قالوا أنه لا دخل لنا في الفضائيات الخاصة, وهذه هي حرية الاعلام, إنها فعلا فضيحة أن تحدث أمور بهذا الشكل في دولة كمصر وما عسانا نقول وقد تفرج العالم وضحك وشبع ضحكا. ولكننا تعلمنا كثيرا من كرم ضيافة المصريين واكتشفنا من ظل عاكفا يتغنى بالأخوة على حقيقته, واكتشفنا من غرائب المخلوقات ما يجعلنا نسبح بحمد الله كلما نتذكر, كيف يكذب الإنسان أمام عدسات الكاميرا وكيف يضحك ويبستم في الوقت الذي أضحى فيه الجميع يناديه بالكذاب, ولكن عشق الإنسان للكرسي يجعله أحيانا يتمسك به حتى ولو مسخه الله قردا أو خنزيرا, بل وتتعجب أشد العجب عندما ترى عنقه قد اشرأبت من أجل أن يكذب للمرة الألف.
قرأنا في كتب التاريخ أن الفراعنة القدامى كانوا يحفرون قبورهم قبل أن يموتوا مثل ما هو الحال بالنسبة للأهرامات التي كانوا يضعون فيها ممتلكاتهم وقرابينهم, والتي خلفوها وراءهم أحد أعاجيب الدنيا السبع, أما أعضاء الاتحاد المصري وكل الإعلاميين الذين سبوا الشعب الجزائري فقد حفروا قبورهم في مزبلة التاريخ وسيأخذون معهم كل الكذب الذي كذبوه على الشعب المصري, وسيأخذون معهم عقوبة الفيفا وأتمنى أن تكون هذه المقابر معلما تاريخيا كأكبر مفرغة زبالة في العالم.
انتصرت الجزائر وانتصر الله للمظلوم وفضح الله الظالم, ولم يبق للطبلوج زاهر وجماعته سوى تقديم الاستقالة وترك أماكنهم لمن هم أكفأ وأنسب, وليتوجه مشكورا الى أحد أركان المزبلة وليتبخر وقت ما يشاء ببخور الأوساخ التي خلفها في عهدته.
لقد آن لنا الآن أن نمد أرجلنا ونتفرغ لكأس العالم, فلا وقت لنا من اليوم فصاعدا, لمتابعات تفاهات الاتحاد المصري وصحافة أوكار الدعارة الإعلامية, فكل الوقت سيكون للفريق الوطني من أجل أن نتمتع ونتذوق الألوان الوطنية وهي ترفرف في سماء جنوب إفريقيا ونتمتع ونتذوق ألحان النشيد الوطني وهي تدوي قبل كل مباراة.