مايو 31

وسعدان يخفي كل الأوراق قبل المونديال
الخسارة بثلاثية يبدو أنها ستكون الحافز الوحيد للخضر من أجل الانطلاق من جديد في أي منافسة, فالخسارة الأولى بالثلاثية كانت ضد مالاوي في دورة أنغولا وكانت حافزا جيدا للخضر من أجل عبور الدور الثاني والوصول الى نصف نهائي الدورة, أما الثلاثية الثانية فكانت هدية صربيا للخضر, وهي بحق هدية لأنها كانت حافزا للطاقم الفني من أجل إعادة النظر في التشكيلة الوطنية واستدعاء لاعبين جدد من مختلف البطولات المحترفة, ولولاها لما كنا سنتمتع بفنيات مصباح مبولحي, وقديورة وبودبوز والآخرين, ثلاثية ايرلندا ربما ستكون أيضا حافزا لسعدان من أجل التمعن في حساباته, وربما ساعدته على الرؤية السليمة من أجل ضبط الخطط المناسبة وإعادة دراسة جدوى وجود بعض اللاعبين في التشكيلة.
كلنا تشوقنا لرؤية اللاعبين الجدد فوق أرضية الميدان فالشوط الأول من المباراة بدا فيه واضحا نقص الانسجام على التشكيلة الوطنية, وهو شيء جد منطقي لأن ركائز المنتخب كانت تعاني من إصابات متفاوتة, عنتر يحيى بوقرة يبدة ومطمور, فالتنسيق بين الخطوط الثلاث لم يكن في المستوى وفي جل فترات الشوط حيث وجد اللاعبون صعوبة في إيصال الكرة الى منطقة الايرلنديين الذين كانوا أكثر انسجاما والذين هددوا مرمى الحارس شاوشي في عدة مناسبات أخطرها كان في الدقيقة الثالثة والذي تألق في صدها الحارس شاوشي وكانت هذه المحاولة قد أدخلته مباشرة في المباراة, ولكن بعد محاولتين في الدقيقة 21 والدقيقة 27 جاء الهدف في الدقيقة 31 من طرف بول غرين لكن حسب اللقطة بدا اللاعبان في حالة تسلل, لكن هذا الكلام لا يفيد ما دام الهدف قد أحتسب من طرف الحكم, الشوط الثاني لم يكن مختلفا عن سابقه حيث ضغط الايرلنديون على مرمى الخضر ليأتي الهدف الثاني في الدقيقة الـ 51 من توقيع روبي كين بعد كرة مرتدة من طرف شاوشي, لتأتي بعدها ركلة جزاء في الدقيقة 85 نفذها نفس اللاعب موقعا الهدف الثالث, رد فعل الخضر جاء محتشما, فغزال لعب بنفس الأسلوب الذي لعب به في دورة أنغولا إيقاف الكرة ومن ثم تضييعها, أما جبور فلم يجد ضالته فوق الميدان ولم تصله كرات خطيرة, وحاول زياني في الدقيقة الـ53 بقذفة قوية لكن في أحضان الحارس الايرلندي, ومن أحسن اللقطات ارتقاء قديورة برأسية جميلة بعد تنفيذ ركنية من طرف زياني في الدقيقة 84 من المباراة, لكن العارضة رفضت أن يدخل الهدف الى المرمى.
النتيجة كانت جد منطقية لعدة اعتبارات, من جهة الخصم الفريق الايرلندي فريق محترم ويملك لاعبين كبار ومحترفين في أكبر وأعرق الأندية الأوربية وهو فريق مستقر ويلعب كرة حديثة, ويلعب في ميدانه اضافة الى كل ذلك, بالنسبة للفريق الوطني لعب أولا المباراة بستة لاعبين جدد وهو مؤشر نقص الانسجام بين اللاعبين, وكان من الأفضل اللعب مع فريق متواضع مادام المقابلة الهدف منها تجريب لاعبين جدد ثانيا هناك لاعبون جربهم سعدان في مناصب غير التي تعودوا عليها فعدلان قديورة يلعب في منصب وسط دفاعي ولعب كظهير أيمن, بلحاج لعب في منصب وسط هجومي على الجانب الأيسر ومنصبه الحقيقي دفاعي, ثالثا وجود لاعبين كبار في السن لم يقدموا الإضافة اللازمة للمجموعة كمنصوري وصايفي الذي دخل متنرفزا وعصبيا حتى أن الحكم حاول أن يذكره بأخلاق قائد الفريق فوق الميدان وهذا شيء مؤسف, ولسنا نعلم لحد الساعة سر تمسك سعدان بصايفي بالرغم من تراجع مستواه, وكنا نتمنى أيضا دخول عبدون كأساسي فلحد الساعة لم تتح له الفرصة للعب مقابلة كاملة لا في المقابلات الودية ولا الرسمية, رابعا المقابلة ودية ولاعبونا تحاشوا الاندفاع البدني وتفريغ كل إمكانياتهم تفاديا للإصابات التي قد تعقد من مهمة المنتخب في جنوب إفريقيا, خامسا سعدان لم يكشف عن شيء في هذه المباراة حتى أني أعتقد أن جواسيس الفرق المنافسة لم يتمكنوا من كتابة أي حرف في سجلاتهم وهذا أمر منطقي جدا بالنسبة لفريق هو على عتبة أيام قليلة من المونديال, وعليه حتى نحن لا يمكننا تقييم هذه المباراة إلا بالقول أنها أتت أكلها من خلال تجريب اللاعبين الجدد ومحاولة خلق الانسجام بينهم, والمهم أننا نملك تشكيلة جميلة في الأساس والاحتياط وهذا ما لم يكن متوفرا في الماضي القريب, مباراة الإمارات القادمة ستكون حتما تجريبية ولن يكشف فيها سعدان عن أوراقه ونتيجتها لا تهم حتى ولو كانت هزيمة أو تعادل, فما يهمنا هو تفادي إصابات جديدة والمزيد من الانسجام بين اللاعبين.

أضف تعليق.