مباراة واحدة تفصل الخضر على النهائي

عندما يكون حارس مرمى أي فريق في يومه فهذا يعني أن الفريق سيفوز وفي أسوأ الحالات لن يخسر, ولكن في حالة كتيبة الجنرال بن شيخة الفريق فاز بفضل التدخلات الموفقة للحارس زماموش الذي كان رجل اللقاء بحق, حيث أنقذ شباكه من أهداف محققة, التميز أرجعه حارس الفريق الوطني الى العمل المميز الذي قام به مدرب الحراس كاوة دون أن ننقص من العمل الذي قام به الفريق ككل في الدفاع والهجوم, حيث تمكن المحليون من تسجيل الهدف الأول في آخر أنفاس الشوط الأول, والهدف الثاني في آخر أنفاس الشوط الثاني والمقابلة, وهو ما يوحي بأن الطاقم الفني قام بالعمل الذي كان ينقص التشكيلة خلال الدور الأول حيث لاحظنا أن اللاعبين استرجعوا جيدا لياقتهم البدنية, وحضروا نفسيا للمقابلة, وهو ما جعل منحى المنتخب في تصاعد ونتوقع أداء أفصل أمام التوانسة المنتشين بثورة الياسمين وبوصولهم الى الدور النصف النهائي, ولا يفوتنا أن نحذر من الغرور فالفريق التونسي لا يستهان به وحظوظ الفريقين في المرور الى الدور النهائي متساوية, الفوز على الفريق التونسي سيعبّد الطريق إن شاء الله الى ملعب أم درمان الذي سيحتضن المباراة النهائية, ولا يفصل الخضر إلا مقابلة واحدة ستجمعه في النصف نهائي مع تونس الفائز في مباراته مع فريق الكونغو, ويبدو أن لاعبينا استعادوا روح أم درمان التي أهلت الفريق الوطني الى كأس العالم, وكم نتمنى أن نرى أفراح أم درمان تتكرر مرة أخرى ويعود فريقنا الى الديار حاملا معه الكأس القارية الثانية للمحليين.

كما توقعنا في المقال السابق فريق جنوب افريقيا كان في متناول الخضر الذي تميز بثقل الدفاع خاصة, ولم تكن التسع نقاط التي تحصل عليها فريق البافانا بافانا تعني الكثير بالنظر الى المستوى الفني المتواضع الذي طبع مواجهاته الثلاث.

الشوط الأول تميز بتكافؤ في اللعب وتبادل الفريقان محاولات تهديد المرمى, وأبان لاعبوا جنوب افريقيا عن نيتهم في مباغتة الحارس زماموش حيث سجلت لهم أول فرصة في الدقيقة الخامسة لكن العيفاوي وزماموش في المكان المناسب, ثلاث دقائق من بعد سوداني يتقلى تمريرة رائعة من مترف وجها لوجه لم يتمكن من التحكم في الكرة والدفاع يخرجها الى الركنية, فرصة أخرى في الدقيقة 17 يضيعها مسعود بعد تمريرة من جاليت لكن قذفته ضعيفة, لكن قذفة ملالاندلي على الطائر في الدقيقة 19 كانت أقوى لكن في أيدي الحارس زماموش, في الدقيقة 22 سوداني يجد نفسه مرة أخر وجها لوجه مع الحارس ويضيع فرصة تسجيل الهدف الأول, وتتالت الفرص الضائعة من الجانبين الى أن جاليت أبى إلا أن يزف خبر الهدف الأول عندما عرقله موخاسي في منطقة العمليات, ليهدي ضربة جزاء لعادل معيزة ينفذها بثبات ويسجل الهدف الأول في الدقيقة 45 من زمن الشوط الأول, والطريف في لقطة احتفال معيزة بالهدف أنها كانت على طريقة زياية اللاعب السابق لوفاق سطيف.

بداية الشوط الثاني كانت قوية من جانب المنتخب الوطني, حيث تلقى سوداني كرة على طبق في الدقيقة 46 لكنه لم يتمكن منها, كما تأخر في الدقيقة 58 من لمس كرة مسعود والدفاع يبعدها من خط المرمى, أخطر محاولة للجنوب إفريقيين كانت في الدقيقة 85 عندما راوغ شانقوي في منطقة عمليات الخضر ليجد نفسه وجها لوجه مع الحارس زماموش, الذي أبعد الكرة, ترتد لكن لحسن الحظ خارج المستطيل الأخضر, وفي الوقت بدل الضائع الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن يصفر الحكم وينتهي اللقاء بهدف وحيد للخضر, لزهر حاج عيسى يمرر لقاسمي يمرر أول كرة يلمسها الى فاهم بوعزة, يمرر ناحية مترف وسوداني, مترف دون انتظار يسجل هدف الاطمئنان للخضر في الدقيقة 93, وكاد فاهم بوعزة أن يفعلها في آخر لحظات الشوط الثاني لولا تعثره في منطقة عمليات الخصم, قراءة الجنرال للمقابلة كانت جيدة والتغييرات التي قام بها بإدخال كل من حاج عيسى وقاسمي وفاهم كانت في المستوى حيث أحدث الثلاثي الوثبة اللازمة فيما تبقى من المباراة.

لكن ضريبة الفوز كانت غالية حيث أمطر حكم اللقاء الفريق الجزائري بسبعة إنذارات كاملة لكل من سوداني, مفتاح, مسعود, حاج عيسى زماموش, مترف و بوعزة, وأي خطأ في النصف النهائي سيحرم اللاعبين المنذرين من المشاركة في النهائي في حال التأهل, ولا يسعنا الى أن نطالب الطاقم الفني بضرورة مواصلة العمل من أجل استرجاع الكتيبة من الناحية البدنية والنفسية, ونأمل أن يكون الجنرال قد دون نقاط ضعف الفريق التونسي بعد حضوره مباراة الربع النهائي التي جمعت تونس بالكونغو.