مارس 30

لم يهمنا الأداء وكنا بالنقاط الثلاث سعداء

حرب التذاكر وسقوط جرحى ومعارك السيوف قبل المباراة وأثناء بيع التذاكر أعطتنا صورة واضحة عن ما كان من الممكن أن يحدث بعد المباراة إن نحن خسرنا النقاط الثلاث في عنابة, فالمباراة أجريت في ظروف خاصة واستثنائية يمر بها العالم العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين والأردن, وتمر بها الجزائر بعد موجة الاحتجاجات الكثيرة وفي مختلف القطاعات والمدن والأحياء الشعبية, حتى المغرب مسته لفحات الاحتجاج والشارع المغربي كان أيضا بأمس الحاجة إلى النقاط الثلاث, الضغط إذن كان قويا ومركزا قبل المباراة في عنابة وحتى في صفحات الجرائد الجزائرية والمغربية, وزاده امتلاء ملعب الطلبة عن آخره وتلك الحشود الكثيرة التي بقت خارج الملعب تتابع أحداث الشوطين أمام الشاشات العملاقة, وكان من الممكن أن يكون كل شيء على ما يرام لولا سوء التنظيم خاصة عندما بيعت التذاكر من شباك واحد, في وقت نرى فيه طريقة البيع التي تتم في ملاعب عربية وأجنبية وكأن المناصر يقتني تذكرة سفر عبر الطائرة وليس تذكرة لتفرج مباراة في كرة القدم, ولحسن الحظ أيضا كان طرفي المباراة في مستوى الحدث حيث لم نشهد تصريحات استفزازية أو عدوانية من الطرفين وهو ما سمح بخلق جو رياضي أخوي وكل التصريحات كانت في حدود الروح الرياضية, وكانت أي محاولة لتسييس المناسبة كفيلة بتفجير الوضع. إذن قبل المباراة كنا متفائلين جدا ببقاء النقاط الثلاث في ملعب الطلبة, خاصة وأن لاعبينا جلهم في لياقة جيدة مع أنديتهم ماعدا إصابة بوقرة وزياني ولكن لحسن الحظ كانت في جعبة بن شيخة من الخيارات ما يسمح له بتعويض النقص, وكنا نتمنى حضور مطمور ومشاركته في المباراة لكن يبدو أن الجنرال يطبق قاعدة عدم استدعاء اللاعب الذي لا يلعب بانتظام مع فريقه بصرامة, أما بالنسبة للأداء أعتقد أنه كان متوقعا أن يكون متوسطا خاصة وأن الفريق الوطني لم يتربص منذ مباراة إفريقيا الوسطى, حيث ألغيت المباراة الودية التي كانت مقررة مع الفريق التونسي لأسباب أمنية بحتة. استدعاء بوزيد إلى التشكيلة ارتحنا له كثيرا واثبت اللاعب من خلاله تدخلاته الموفقة أنه لاعب مونديالي وأن سعدان فعلا أخطأ بعدم استدعائه.

الشوط الأول دخل فيه لاعبونا بعزيمة كبيرة من اجل تسجيل الهدف الأول وتسيير مشوار المبارة, وكان لهم ذلك بعد المخالفة التي نفذها بودبوز في الدقيقة 5, لكنها ارتطمت بجدار المغاربة وحارس المرمى يخرجها إلى الركنية التي جاءت على إثرها ضربة الجزاء, بعد أن لمسها المدافع المغربي بيده في منطقة عمليات الحارس المياغري, ينفذها يبدة بنجاح في الدقيقة 7 ويحتفل بطريقة هستيرية مع الجمهور الجزائري, الهدف قتل المباراة وغاب الأداء الفني للفريق الوطني وحضرت نفسية المحافظة على النتيجة بقوة, كما سقط الفريق المغربي في فخ النرفزة والاحتجاج والتسرع من أجل العودة في النتيجة وشهد الشوط الأول بعض المحاولات من طرف المحاربين خاصة في الدقيقة 16 عن طريق يبدة, وفي اللحظات الأخيرة عن طريق غزال الذي ضيع وجها لوجه, وكذا محاولة أخرى لبودبوز الذي لم يحسن التعامل مع الكرة غير بعيد من منطقة المغاربة.

الشوط الثاني دخل الأسود بقوة من أجل تعديل النتيجة, وغلب اللون الأحمر على الأبيض في كثير من فترات اللقاء, وتعددت محاولات الأسود في الدقيقة 64 والدقيقة 77عن طريق تاعرابت, وفي الدقيقة 69 عن طريق اللاعب الشماخ بعد تمريرة جميلة من اللاعب تاعرابت, ويعود كل الفضل للحارس مبولحي الذي كان رجل اللقاء بحق وفوت على الأسود الكثير من الفرص, ومهما يمكن أن يقال عن المقابلة أن الخضر أعادوا بعض الأمل بعد حصولهم على أربعة نقاط مكنتهم من التساوي مع بقية فرق المجموعة, وما يهم هو النتيجة وما كان الأداء سينفعنا لو خسرنا أو تعادلنا في المباراة, اكتشفنا أيضا المحارب بوزيد الذي أنسى الجماهير في بوقرة واثبت بحق أنه لاعب مونديالي وكان يستحق مكانة مع المحاربين في نهائيات جنوب إفريقيا, مقابلة اثبت فيها مبولحي جدارته بتزعم عرين الخضر, واثبت فيها بلحاج نقص مستواه ولم يقنعنا في الدقائق القليلة التي دخل فيها, ولم نر الجديد أيضا من الثنائي جبور غزال وبقى مستواهما على ما هو عليه منذ مباراة كوت ديفوار, في انتظار عودة قادير وقديورة, ومغني ومطمور وحليش, نتمنى أن يوفق بن شيخة في تربصه القادم, وأن يعطي الفرص لكل اللاعبين في التربص وفي المقابلة الودية القادمة, الضغط الآن على الفريق المغربي والخضر قادرون على صنع الفرحة في المغرب والعودة بالثلاث نقاط التي ستمكنهم من خوض بقية المشوار بنجاح.

أسجل فقط اللقطة الغير رياضية التي تعامل فيها غيريتس بتكبر مع بن شيخة وأتمنى أن تكون دافعا له من أجل أن يهين كبرياءه في عقر داره, كما أسجل الاحتجاجات الكثيرة على حكم المبارة, ماذا كان سيقول اللاعبون لو عبوا مباراة يحكمها كوفي كوجيا ويخرج فيها من الفريق المغربي ثلاث لاعبين من المباراة, الحكم الموريسي كان في المستوى وضربة الجزاء لو صفرها الحكم لصالح الأسود لتغنت المغرب كلها بشرعيتها, والهدف سجل في الدقيقة السابعة من المباراة وكان كل الوقت في صالح الأسود من أجل العودة لكن قلة الاحترافية والتجربة وسقوطهم في فخ التسرع والغضب أفقدهم التركيز ولم يتمكنوا من لعب كرة جماعية والعودة في النتيجة.

تشكيلة الفريقين

الجزائر:مبولحي, مهدي مصطفى, مصباح, بوزيد, عنتر يحيى )مجاني د71), لحسن, لموشية, يبدة )حاج عيسى د 90), غزال,

بودبوز )بلحاج د 81), جبور, ألمدرب: بن شيخة.

المغرب: المياغري, بصير, بن عطية, ألقنطاري, ألسليماني, هرماش, بلهندة (السعيدي د90 +1), بوصوفة, خرجة, تاعرابت )يوسف العربي د73), الشماخ, المدرب: إيريك غيريتس.

معلومات أخرى:

تحكيم للثلاثي: سيشون، فاركريشتا، شوتوري قاناش من جزر موريس.

الإنذارات: لحسن )د 51 (، مهدي مصطفى )د 76) من الجزائر, السليماني )د (40 هرماش، )د 90+3).

الأهداف: يبدة )ر. ج د7 (من الجزائر

تعليق واحد على “الانتصار جنبنا الانفجار”

  1. jaber bassim يعلق:

    joli article mon ami , je m’amuse telement en lisant tes critaires et commentaires sportifs
    bon courage

أضف تعليق.