وتسع نقاط بطعم التين القبائلي

مواجهة كروية بين شبيبة القبائل والأهلي المصري كانت في إطار رابطة الأبطال الإفريقية لكنها أبدا لم تكن بنكهة ولا بطعم ولا بتوابل إفريقيا, بل أنفاس أم درمان هي من صنعت شهيق وزفير المباراة, وتوابل الحساسية الموجودة بين الجانبين بعد حادثة الحافلة في القاهرة وما حدث للمنتخب الوطني والجماهير هناك هي من صنعت نكهة كل دقائق ومجريات المباراة, لقد حل المنتخب المصري ضيفا على الجزائر مرة أخرى في صورة فريق الأهلي باعتبار أن الفريق يتكون من ثمانية عناصر من منتخب مصر الأول ويشكل نواته الرئيسية, وكان على فريق شبيبة القبائل أن يرفع التحدي ويفوز بنقاط المباراة من أجل إتمام التسع نقاط وتسلق أعلى درجة من هرم التأهل الى النصف النهائي, ومن أجل تسجيل فوز ثمين على عناصر منتخب الفراعنة وهو من بين أجمل وأبنن انتصارات الصفرا والخضرا.الشوط الأول من المباراة كان في صالح الشبيبة حيث سيطرت بالطول والعرض وطبقت خطة لم تسمح للمنافس من صنع اللعب, فالضغط على حامل الكرة والعمل على تكسير لعب الأهلي واسترجاع أكبر عدد من الكرات مكن رفقاء زيتي من تهديد مرمى الخصم في عدة مناسبات, كانت البداية في الدقيقة الرابعة بعد تنفيذ مخالفة من طرف تجار أبعدها حارس الأهلي بقبضة اليد, تلتها محاولة أخرى في الدقيقة التاسعة عندما استفاد اللاعب يحيى شريف من كرة في العمق لكن كرته الضعيفة فوتت على الشبيبة فرصة هدف باعتبار أن يحيى كان وجها لوجه مع الحارس إكرامي, وتعالت أمواج زيت الزيتون في ملعب أول نوفمبر في الدقيقة الخامسة والعشرين بعد مخالفة من تجار نحو القائم الثاني لتجد زيتي في استقبالها وبحفاوة أكرم وفادتها في مرمي إكرامي وسجل الهدف الأول للشبيبة, وكادت أمواج زيت الزيتون أن تفعلها في الدقيقة السابعة والثلاثين لو تمكن منها رأس عودية بعد ركنية تجار, الشبيبة استثمرت بجد في الكرات الثابتة, ودفاع الأهلي بدا مهلهلا في هذا الشوط ومستواه تراجع كثيرا مع بداية هذا الموسم, ولا أعتقد أنه سيذهب بعيدا في البطولة المصرية ودوري أبطال إفريقيا إن هو واصل اللعب بهذا الشكل..
الشوط الثاني سجلنا تراجع أداء الشبيبة وهو أمر منطقي بالنظر الى المجهود البدني الكبير الذي بذله اللاعبون في الشوط الأول, ولم نتمتع للأسف بهذا الشوط بسبب الاحتجاجات المتواصلة للاعبي الأهلي على حكم المباراة, في كل مخالفة أو تماس أو ركنية وعموما الاحتجاج كان حاضرا في كل مرة يصفر جوبي كوك لصالح شبيبة القبائل, لتأتي الدقيقة الثمانية والثمانين وتتوقف المباراة بعد احتجاج لاعبي الأهلي على حكم التماس بعد إعلانه على تسلل أحمد شوقي في منطقة الشبيبة, والتسلل كان صحيحا وواضحا والحكم لم يخطأ في رفع الراية, حتى أن الناظر للتسلل لا يجد أية صعوبة أم مهلة للتفكير ليوافق على رأي الحكم, وحتى لو رسمت الصورة بخط البراي لاكتشفت كل يد ملمس التسلل عند اللاعب المصري, وبطريقة همجية وبلطجية وغير حضارية اعتدى وائل جمعة وزملاؤه على حكم أدى ما عليه وأتساءل ما كان سيفعل لاعبو المنتخب المصري لو تلقوا ثلاث بطاقات حمراء في المقابلة كما حدث مع المنتخب الوطني في دورة أنغولا 2010, حتما لكانت المجزرة ولدخل الحكم الرئيسي ومساعدوه المشفى قبل انتهاء المقابلة, لقد رأينا في كأس العالم أخطاء كلفت الفرق الإقصاء ولكن الاحترافية وأخلاق اللعب تمنع أي لاعب محترف من أن يتجاوز حدود أخلاق اللعبة, على كل الأهلي نال البطاقة الحمراء في شخص حسام غالي الذي يبدو أن المصائب قد جددت العهد معه بعد الذي حدث له مع مسلسل المنشطات في السعودية, وتلقيه للبطاقة الحمراء سيعرضه لعقوبة قاسية من طرف الكاف. حكم المباراة أنهى المباراة قبل أن يفي بوقتها وربما يكون على حق من ناحية تفادي مشاكل أخرى قد تخرج كل شيء عن نطاقه ويحدث ما لا يحمد عقباه.  انتهت المباراة وربحت الشبيبة نقاطها وربحت معها سمعتها الطيبة من خلال حسن ضيافتها للفريق المصري وتوفيرها لأجواء مناسبة من أجل أن تكون المباراة في القمة, أما الأهلي خسر نقاط المباراة وخسر احترافيته وسمعته في ملعب أول نوفمبر من خلال الاعتداء على الحكم, والشرطة, والبصق على الأنصار, وتهديدهم بالذبح في القاهرة وهو ما بدر من مدرب الأهلي المطالب بأن يكون قدوة أمام عدسات الكاميرا وامام الجماهير.

غرقت القلعة الحمراء في تيزي وزو, وأينعت أشجار التين القبائلي في طريق الشبيبة فواصلوا يا أسود القبائل باللعب النظيف وبالأخلاق الحميدة, فهي السبيل الوحيد للنجاح.