الحكم ينقذ الشبح من السقوط

كاد المحليون أن يسقطوا بأسطورة شبح الغابون في ثاني مقابلة لهم من الشان الإفريقي, لولا قلة تركيز اللاعبين في اللحظات الأخيرة من المباراة, ولولا سذاجة الحكم الذي عميت عيناه عن مخالفة حقيقة للحارس زماموش عندما أعتدي عليه وأخذت الكرة من بين يديه, لقد كانت الفرصة حقيقة لكتيبة بن شيخة من اجل التأهل الى الدور الثاني دون حسابات, وهكذا هو حظ الفريق الوطني من التحكيم الإفريقي حيث لم يحتسب حكم المباراة الأولى هدفا شرعيا للخضر أمام أوغندا, واحتسب أخوه في المباراة الثانية هدفا غير شرعي للفريق الغابوني.

الشوط الأول من المباراة بدا فيه العياء واضحا على الخضر بعد المباراة الأولى التي لعبوها في ظروف مناخية صعبة, وكان فيها اللعب متكافئا بين الفريقين غير أن فرص ذهبية فوتها اللاعبون, خاصة في الدقيقة 34 بعد تمريرة من جابو لم يحسن كل من جاليت وسوداني متابعتها, الفريق الغابوني في هذا الشوط حاول من خلال نسوجه الكروية وحملاته المعاكسة تسجيل هدف السبق الى أن دفاع الفريق الوطني بقيادة معيزة, العيفاوي, يخلف, ومفتاح كان يقضا وفي المستوى, في الدقيقة 40 ايبانيغا يرتكب خطأ على سوداني الذي أقلق كثيرا دفاع الخصم بتحركاته, يمنحه الحكم البطاقة الصفراء الثانية التي تحولت مباشرة الى اللون الأحمر ليسجل الفريق الوطني تفوقا عدديا قبل الشوط الثاني من المباراة, إلا أن أحداث هذا الشوط جاءت مخالفة للتوقعات حيث سجل اللاعب ليقولاما هدف السبق للغابون بعد خطأ فادح من الدفاع في الدقيقة 51, الخضر لم يتقبلوا النتيجة وبدا عدم الرضا واضحا في وجوه المحاربين الذين حاولوا الرد على الهدف ورموا بكل ما يملكون من جهد في الهجوم, ورغم تكتل الغابونيين في منطقتهم الى أن منطق الخضر فرض نفسه في الدقيقة 71, فمن خلال هجمة من وسط الميدان مرر البديل حاج عيسى على الجهة اليسرى الى يخلف الذي قام بدوره بتوزيعة جميلة الى المحارب سوداني الذي ترجمها الى هدف جميل وبرأسية متقنة, وكانت لمترف محاولة في الدقيقة 72 و قذفته خارج أخشاب المرمى, وفي الدقيقة 78 ضيع الهداف سوداني بعد أن سدد بقوة وبأعجوبة يتصدى لها الحارس الغابوني, تتواصل هجمات الخضر وبعد توزيعة رائعة من فاهم بوعزة سوداني يسجل الهدف الثاني للخضر برأسية محكمة في الدقيقة 90, لكن فرحتنا لم تدم طويلا حيث ترك لاعبونا المجال لبيمبايون الذي سدد بقوة من على بعد 30 متر يصدها زماموش ثم ترتد وتعود إليه, الى أن مونقيقي تمكن من افتكاكها من بين يديه و سجل هدف التعديل في الوقت بدل الضائع 90+1 لينتهي اللقاء بالتعادل وبنكهة افريقية بحتة مركزة بتوابل أخطاء الحكام الكارثية.

المهم أن الخضر تمكنوا من إحراز النقطة الرابعة من هذه المباراة, وتنتظرهم مواجهة حاسمة من أجل التأهل الى الدور الربع نهائي فالفوز يعني تصدر المجموعة والتعادل يعني المرتبة الثانية فيما تدخل الخسارة الخضر في دوامة الحسابات وانتظار نتيجة مباراة الغابون وأوغندا.

التعادل أمام الغابون مفيد لكتيبة الجنرال وتقيهم شر الغرور وتجعلهم يحضرون للمواعيد القادمة بأكثر صرامة, وتسمح لهم بتصحيح الأخطاء والتركيز خاصة حول تسيير الانتصار والدقائق الأخيرة من المبارة, وكلي ثقة في قدرات الطاقم الفني واللاعبين في التدارك والاسترجاع لتشريف كرة القدم الجزائرية في هذه الدورة.