والإفريقي يثري خزينته بكاس شمال افريقيا للأبطال

قبل المباراة قرأت في الصحافة الوطنية التفاؤل الكبير الذي ميز لاعبي المولودية وكيف توعدوا الإفريقي بالأهداف وبدفاع كجدار برلين, وهو التفاؤل الذي نحب أن يسود معنويات لاعبينا قبل كل مباراة, كيف لا يتفاءلون ومباراة العودة ستجرى في ملعب 05 جويلية وأمام أنظار وتشجيعات الشناوة, غير أن نتيجة الذهاب التي انتهت لصالح النادي الإفريقي بإصابتين لصفر جعلتني أرى المباراة صعبة جدا على المولودية بالنظر الى مقياس التجربة فالإفريقي يملك في رجله الكثير من المباريات الدولية وشارك في الكثير من الدورات الإقليمية والقارية, عكس المولودية التي يمكن لنا أن نقول أن مثل هذه الدورات هي محطة تمكنها من الاحتكاك والوصول الى التجربة اللازمة لخوض المواعيد الكبرى دون عقدة. المباراة انتهت بالتعادل الايجابي هدف لهدف, وكان الهدف الوحيد المسجل في مرمى الإفريقي هو كل ما استطاعت أن تفعله المولودية في هذه المباراة, لكنها تستحق فعلا التحية والتشجيع لأنها لعبت بإرادة الفوز, وكانت تحذو اللاعبين رغبة قوية في الإبقاء على الكأس هنا في الجزائر وإهداءها للجماهير الشناوية الغفيرة التي كان من المفروض أن تحيي فريقها على الأداء وتشجعه على المواصلة, بدل أن تكسر كراسي ملعب 5 جويلية وتلحق به أضرارا قاربت الـ 600 مليون سنتيم حسب إدارة المركب, فالشغب لا يحل المشاكل ولا يمنح الفرق الألقاب, بل يزيد من الضغط النفسي على النادي واللاعبين ويكلف الخزائن أموالا طائلة لأنه من ستتكفل بتعويض الأضرار فالمبلغ الذي استلمته المولودية من اتحاد شمال افريقيا بدل أن تحل به مشاكلها المالية ستجد نفسها مضطرة أن تحل به مشكلة الشغب الذي تسبب فيه جمهورها, ويصبح الجمهور بذلك عبئا على النادي بينما هو في الحقيقة سند في قاموس اللعبة.

الشوط الأول تميز بدخول قوي للمولودية أذهل المتتبعين وأذهلنا جميعا وكانت البداية في الدقيقة الـ 4 عن طريق اللاعب عمرون الذي سدد كرة أفلتت من النفزي بعد تسديدة مقداد لكن الحارس يتصدى لها, وتواصلت محاولات المولودية وانتظرت حتى الدقيقة الـ18 أين منحها الحكم ضربة جزاء شرعية بعد أن ضرب العيفة اللاعب داودي في منطقة الجزاء بدل أن يضرب الكرة, ينفذها اللاعب مقداد بنجاح, وكادت أن تضيع بعد أن ارتطمت بالقائم الأيسر وتدخل الشباك. الشوط الأول شهد محاولات أخرى للمولودية لكن لم تستغل بالشكل الذي يليق, ففي الدقيقة الـ34 مقداد يسدد بقوة لكن كرته فوق الإطار, وكاد أن يفعلها أيضا اللاعب عمرون في الدقيقة الـ42 بعد أن استلم كرة مرتدة من الدفاع الإفريقي بعد تنفيذ ضربة ركنية من طرف اللاعب مقداد لكن تسديدته خارج مجال أخشاب النفزي. الشوط الأول كان عاصميا خالصا وشهد محاولات محتشمة للإفريقي الذي يبدو أنه سير الشوط الأول بأقل الأضرار وامتص حرارة المولودية أو هيجان المولودية كما فضل أن يصفه معلق قناة نسمة, وتساءل الجميع إن كانت المولودية ستدخل الشوط الثاني بنفس القوة وهو ما كان مستبعدا وما لم يحدث في الشوط الثاني رغم محاولة مقداد في الدقيقة الـ50 الذي كان بحق رجل المباراة وأحسن لاعب فيها بعد أن قام بعمل فردي على الجهة اليسرى للمنافس, يدخل منطقة العمليات ويسدد لكن النفزي يتصدى لها بصعوبة, الدقيقة الخامسة بعد هذه المحاولة حملت خبرا محزنا للمولودية بعد أن توغل خالد المليتي في الجهة اليمنى للحارس زماموش يمرر الكرة للعكروت ودون إطالة في شباك المولودية, والغريب في الأمر أن أربعة لاعبين من المولودية كانوا في المنطقة ولم يتمكنوا من إيقاف اللقطة, وان دل على شيء دل على التراجع البدني الكبير للمولودية التي لم تعرف كيف توزع قوتها في المباراة, وسار الشوط الثاني بمردود ضعيف وسنحت فرصة للاعب مقداد في الدقيقة الـ83 عندما تلقى تمريرة من بلخير في منطقة العمليات لكن تسديدته جانبت القائم, تجربة الإفريقي سمحت له بتسيير ما تبقى من وقت المباراة وساعده في ذلك تراجع مردود المولودية لينتهي اللقاء بالتعادل وتتويج الإفريقي بالكأس.

كل ما نرجوه أن تستفيد المولودية من تجربة دورة شمال افريقيا للأندية البطلة وما نتمناه أيضا أن تنتهي مشاكل المولودية الإدارية والمالية, وتتفرغ لإثراء التشكيلة وتوفير المناخ المناسب للنجاح, ونرجو أن تقدم صورة أحسن وتمثل الجزائر أحسن تمثيل في رابطة أبطال افريقيا إن شاء الله.